شرح الأربعين النووية - الحديث الرابع [1]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيد الأولين والآخرين، سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصبحه أجميعن.

أما بعد:

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) رواه البخاري ومسلم .

ترجمة مختصرة لابن مسعود راوي الحديث

(عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه) وابن مسعود هذا من أوائل المسلمين قيل: كان سادس رجل مسلم، وكان سبب إسلامه: أنه رأى معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم حالاً: (كان غلاماً يرعى غنماً لرجل عنده، فمر به النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر ، فقال: هل عندك من لبن؟

قال: نعم، قال: اسقنا، قال: إني مؤتمن -أي: لا أملك أن أسقيكم من مال غيري، وهذه أمانة الأجير، فقد كان فعل ابن مسعود هذا قبل أن يسلم، وإنما حمله على ذلك المروءة والإنسانية.

فقال له صلى الله عليه وسلم: هل عندك من عنز لم ينزها الفحل؟ قال: نعم، قال: ائتني بها.

فجاءه بعنز لم يطرقها الفحل ولم تحمل، فأخذها صلى الله عليه وسلم ومسح بضرعها، ودعا الله، فامتلأ الضرع لبناً، فحلب فشرب وسقى أبا بكر رضي الله تعالى عنه، ثم قال للضرع: اقلصي. فرجعت كما كانت لا لبن فيها، فلما رأى ذلك عبد الله شهد بأن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله) .

وكان من أعلام الصحابة وعلمائهم، يقول: (والله ما من آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيما نزلت؟ وأين نزلت؟ ومتى نزلت؟ ولو أني أعلم رجلاً أعلم بذلك مني تصله المطية لرحلت إليه).

وجاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه وقال: (إن عندنا رجلاً يملي المصحف من رأسه! فغضب عمر واشتد غضبه، ثم قال: ويحك من هذا؟! قال: ابن مسعود ، قال: فسكن غضبه، وقال: ما من أحد اليوم أحق بذلك منه).

وكان رجلاً نحيف الخلقة، دقيق الساقين، فذهبوا مرة يجمعون بعض ما يكون في شجر الأراك، فكشفت الريح عن ساقه وهي دقيقة، فضحك من رآها، فقال صلى الله عليه وسلم: (علام تضحكون؟ قالوا: لدقة ساق ابن مسعود يا رسول الله! فقال صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من هذا! والله إنه عند الله لأثقل من جبل أحد) .

ويذكرون عنه الشيء الكثير في كرمه وأدبه وأخلاقه، وكان أشبه الناس آداباً بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أمين سره وصاحب نعليه ووسادته في السفر، وله المناقب العديدة.

ابتداء ابن مسعود الحديث بقوله: (وهو الصادق المصدوق)

يروي لنا هذا الحديث بهذه الصيغة، قال: (حدثنا رسول الله) وعلماء الحديث في المصطلح بعضهم يقول: حدثنا، أخبرنا، أنبأنا كلها بمعنى واحد. وبعضهم يقول: (حدثنا) بمعنى: قال وسمعنا حديثه، و(أنبأنا) قرئ عليه وهو يسمع، و(أخبرنا) مناولة أو إجازة، وهنا (حدثنا)، أي: أحدث لنا كلاماً، وهو التحدث باللسان. ثم نجد ابن مسعود في هذا الحديث بالذات يقدم له مقدمة لم تجر له في جميع أحاديثه، مع أن بعض العلماء يقول: روي عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه هذا فوق الثمانمائة حديث.

يقول: (حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق) رسول الله صادق ومصدوق قبل أن يقول ابن مسعود ، وصادق ومصدوق في كل ما يحدث به، وهو صادق قبل البعثة وبعدها، وعلى خلق عظيم قبل البعثة وبعدها.

لقد جاء في سيرته صلى الله عليه وسلم قبل البعثة أن قريشاً لما اختلفوا في وضع الحجر الأسود عند بناء الكعبة، وتنازعوا في أي قبيلة يكون لها شرف وضع الحجر الأسود في مكانه من الجدار في الكعبة، حتى كادوا أن يقتتلوا، حتى ألهمهم الله وقالوا: علام نقتتل؟! نحكّم أول رجل يخرج علينا من هذا الفج، فكان أول من خرج عليهم هو محمد بن عبد الله، فلما رأوه جميعاً قالوا: الأمين ارتضيناه! وكان ذلك بمثابة انتزاع اعتراف منهم بأنه الأمين.

وجاء في السير أن هرقل سأل يوماً: أي الأمم تختتن؟ لقد رأيت نجم نبي الختان قد ظهر.

فقالوا: العرب يختتنون.

قال: إذا جاء وفد من العرب فأحضروهم إليّ.

فلما جاء أبو سفيان ومن معه في تجارة إلى الشام أحضروهم إلى هرقل، فسألهم: هل ظهر عندكم نبي؟

قالوا: نعم.

قال: لقد كنت أتوقع أن يظهر هنا، ثم قال: إني سائل عن هذا الرجل فأي رجلٍ أقرب إليه نسباً فيكم؟

قالو: هذا أبو سفيان .

قال: إني سائله، فكونوا من وراء ظهره، إن صدق فصدقوه، وإن كذب فأخبروني.

فسأله عدة أسئلة، ومنها: أكان يكذب عليكم قبل هذه الدعوى، أم كان صادقاً في الحديث؟

قال: ما جربنا عليه كذباً قط.

ثم سأله: أكان يغدر في العهد؟

قال: لا. ونحن منه في مدة لا ندري ما هو صانع فيها!

فأراد أبو سفيان أن يدخل دخيلة، وأن يدلس في كلامه.

ثم قال: ولكنه أيها الملك أخبرنا بأنه قد جاء إلى مسجدكم هذا ورجع إلينا في ليلة واحدة -وأراد أبو سفيان بذلك أن يبين بأن هذه كذبة ليست معقولة، ولكن الله أراد أن يحقق المعجزة- فقام دهقانٌ وكان قائماً على رأس الملك وقال: نعم، لقد علمت بتلك الليلة.

فقال له الملك: وما علمك بها؟

قال: كنت لا أنام حتى أغلّق أبواب هذا المسجد، وفي ليلة استعصى علينا باب كذا من أبوابه، فجاء الخدم وأخبروني، فدعوت النجاجرة فجاءوا وقالوا: لقد سقط النجاف على الباب فلا نستطيع تحريكه، فدعه إلى الصباح، فتركناه إلى الصباح، فلما جئنا في الصباح وجدنا الباب على ما كان عليه سابقاً، أي: يفتح ويغلق على ما كان عليه، وارتفع النجاف عن الباب، فعلمت أنه حبس على نبي يأتي تلك الليلة.

إذاً هو صلى الله عليه وسلم في بادئ أمره صادق، فلماذا يقدم ابن مسعود لهذا الحديث من الثمانمائة الحديث بقوله: (حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق)؟

الجواب: إذا سمعت بأن صحابياً يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أخبرني خليلي) (أخبرني حبيبي) (أخبرني الصادق المصدوق) توقع شيئاً عظيماً مما يختص به الخليل أو مما يحتاج إلى التنبيه والتأكيد، وهذا الحديث من ضمنها؛ لأنه يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاله لا يخفى على الناس، إذ ولد في مكة، واسترضع في الطائف، ورجع إلى مكة، ثم جاء إلى المدينة، وما دخل مختبراً، ولا معملاً، ولا جلس إلى طبيب، ولا شرّح امرأة، ولا سلّط أشعة على رحم، ولا علم شيئاً من ذلك مما يعلمه البشر، وإذا هو يخبر عن بَدْء خلق الإنسان من نطفة، ثم يكون علقة، ثم يكون مضعة إلى ما بعد ذلك من أطوار خلق الإنسان، فكان من حق ابن مسعود أن يقول: وهو الصادق المصدوق فيما سأخبركم بأنه حدثني به، فلا يتطرق الشك إلى أحدكم؛ لأنه لم يعلم شيئاً من ذلك من قبل، أو لأنها أمور خفية داخل الرحم، فهو يخبر بما جاءه علمه من فوق سبع سماوات.. يخبر عن المغيبات.. يخبر عن من لم يوجد متى سيوجد فيما يعلمه الله سبحانه وتعالى.

إذاً تقديم ابن مسعود لهذا الحديث بقوله: (وهو الصادق) أي: فيما يخبر، (المصدوق) فيما أخبر وأعلن فيه إشارة إلى أنه لم يخبر هذا الخبر من تلقاء نفسه، ولا يتوصل إليه إنسان عادي، إذاً لابد من أنه أخبر من جهة أخرى، وكان إخباره صدقاً، فهو صادق فيما يخبر، ومصدق فيما يتناوله الخبر، ومن الذي يعلمه بذلك؟

الله سبحانه وتعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4].

معنى قوله: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه)

قال: (إن أحدكم -أي فرد من بني البشر- يجمع خلقه في بطن أمه) البطن داخله الرحم، وهذا من النطق بالأعم، ووجود الأعم يقتضي وجود الأخص، أي: أنه يدل عليه، وأخبر بالكل وأراد البعض. (يجمع خلقه) يقول بعض العلماء: الجمع هو توحيد المفترق، وهو ضم الأفراد والأجزاء بعضها إلى بعض، فإما أن يراد بداية الجمع وهي النطفة؛ لأن النطفة من الرجل تجمع من جميع جسمه كما قال بعض العلماء من تحت الشعرة، وكما تأتي المشابهة في الطول أو القصر أو اللون أو غير ذلك، أو يجمع في أطواره، طوراً نطفة، وطوراً علقة، ثم مضغة، ثم يأخذ طريقه في بقية الأطوار حتى الولادة. (يجمع أحدكم في بطن أمه أربعين يوماً نطفة) وفي بعض الروايات: (أربعين ليلة) ولا منازعة في ذلك، فاليوم يقتضي الليلة، والليلة تقتضي اليوم، والنطفة: هي الماء الخالص أي القليل، تقول: نطف الماء إذا فاض، والنطفة هنا هي المني، ويقال في العلم: إن الحديث الملي متر المكعب يحتوي على ملايين الحيوانات المنوية، ولا يلقح بويضة المرأة داخل الرحم إلا واحد فقط من تلك الملايين، ووجود هذا الكم الهائل منها يؤدي إلى بقاء النوع، وهذه قضية مطردة في كل ما خلق الله من النبات والحيوان وغير ذلك، فإذا جئت إلى عالم النبات تجد حبة الطماطم فيها الكثير من البذور؟ والبذرة الواحدة تنبت شجرة، وتثمر عشرات الحبات، وفيها آلاف البذور، لكي يبقى النوع ويمكن أن ينمو، ويمكن أن يزرع ويعاد إلى ما شاء الله، ولو كانت الشجرة تنبت حبة واحدة ربما تلفت وضاعت.

وتأتي إلى الحيتان فتجد في السمكة الواحدة آلاف بل ملايين البويضات الصغيرة، كل هذه تنشأ عنها حيتان صغيرة، وهكذا، ويستثنى من ذلك الطيور، فالأنثى لا تنتج إلا حبة واحدة، لكن تتكرر البيضة كل زمن معين.

إذاً هذا الحيوان -النطفة- يجمع منه في بطن الأم واحداً من تلك البلايين، يقول بعض العلماء المتأخرين: لو أن حيوانات المني التي تلقح منها البويضات جمعت من عهد آدم وحواء إلى أن تقوم الساعة لم تملأ كستبان الخياط، يعني: لا تزيد عن اثنين سنتيمتر مكعب، هذه قدرة الخالق سبحانه، وهذا الحيوان الذي لا يرى إلا بالمجهر جعل الله فيه خصائص الشخص وطبائعه وأشكاله وغرائزه من بخل أو كرم، وشجاعة أو جبن، ولون، وطول، وشبه، كل ذلك يولد مع الإنسان في ملايين من تلك الحيوانات، وهذا ما يسمى في لغة العلم الأحيائي بالجينات.

معنى قوله: (ثم يكون علقة مثل ذلك)

والعلقة كما يقول جميع المفسرين: قطعة دم جامدة، أو دم متجلط متجمد، ويخالف في ذلك علماء الأجنة فيقولون: العلقة ليست قطعة دم جامدة، ولا يمر بالجنين فترة تجمد قط، إنما العلقة: من العلوق؛ لأن الجنين بعد فترة النطفة يعلق بجدار الرحم، وترتيب ذلك عندهم: أن الله سبحانه كما أوجد في الرجل إحدى الخصيتين لإفراز الماء المنوي، أوجد في مقابله البويضتين عند المرأة، والجهاز التناسلي في الرجل يعادل تماماً الجهاز التناسلي في المرأة مع اختلاف في الشكل، فللرجل ذكر بارز، وللمرأة مهبل داخل، وللرجل إحدى الخصيتين لإفراز المني وطبخه، وللمرأة المبيضان لإفراز البويضات، ومن حكمة الله أن أحد المبيضين يفرز شهراً ويستريح آخر، والثاني يفرز شهراً ويستريح آخر، وفي كل شهر تأتي البويضة، ويقولون: إن أكبر خلية في جسم الإنسان هي البويضة، ولا تصل إلى حبة العدس في حجمها، فتخرج من المبيض وتأتي إلى قناة الرحم، وتنتظر عند فم الرحم، فإذا حصل لقاء الرجل بالمرأة، يسبق واحد من الحيوانات فقط فيعلق بالبويضة، وحينئذ يحصل التلقيح فتأخذ طريقها من قناة الرحم إلى أن تستقر في الرحم، وبعد سبعة أيام تنغرز وتنزرع تلك البويضة في جدار الرحم، وهناك تعلق ويستقر مصيرها، فأول يوم تمشي بالحيوان المنوي في قناة الرحم وتبدأ بالانقسام فتصير إلى خليتين، والخليتان تنقسمان إلى أربع، والأربع إلى ثمان، وهكذا في تكاثر حتى تصل إلى الرحم في شكل يعرف عندهم بالتوتة -أي حبة التوت- لأن حبة التوت عبارة عن خلايا متراصة فيما بينها، وهكذا تكون البويضة على شكل حبة التوت فتأتي إلى داخل الرحم، وجدار الرحم يكون كالإسفنجة فتعلق فيه تلك البويضة على شكلها الذي وصلت إليه ثم تبدأ تنقسم وتتزايد ويصير داخلها ماء سائلاً، وينقسم هذا الماء إلى متغذ، وإلى متغذىً به، وهكذا يبدأ تخطيط الجنين من الأسبوع الأول، بمعنى أن الله سبحانه بقدرته يقدر أوضاع هذا الجنين بعد أن قدر أنه مخلوق، ويمضي في نموه إلى أن يبلغ أربعين يوماً، ثم يبقى في تخطيطه الداخلي -أي: المقدر دون أن يرى ولا يشاهد- حتى إذا بلغ إلى المرحلة التي يكون قد استكمل فيها التخطيط خلال الأربعة الأشهر، هناك يأتي إليه الملك وينفخ فيه الروح بعد أن يكون قد خطط ورسم، ووضع كل جزء فيه في مكانه، وتميز الرأس عن المنكبين، واليدان عن القدمين، ووضعت أجزاؤه الداخلية، والقلب قد يوجد من الأسبوع الرابع أو قبل ذلك، وهكذا تتكون جميع أجزائه الداخلية والخارجية، وكل عضو فيه يكون قد وجد بالفعل وأخذ مكانه، فإذا جاء الملك ونفخ فيه الروح بدأ بالحركة، ومن هنا يقول العلماء: جعل الله سبحانه عدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا.

أما المطلقة فإن عدتها تكون ثلاثة أشهر أو ثلاثة أقراء؛ لأن المطلقة زوجها حاضر إذا ادعت حملاً لم يكن موجوداً أو نفت حملاً هو موجود كان الزوج المطلق هو صاحب هذا الحمل، فإن ادعت حملاً معدوماً قام ونفى حتى لا تطالبه بنفقة العدة، أو أنها نفت حملاً موجوداً وذهبت لتسقطه قام يدافع عن ولده.

أما المتوفى عنها زوجها فليس لها ولي يطالب أمامها، وليس خصمها موجوداً فلا يمكن أن تدعي حملاً ليس موجوداً، ولا تستطيع أن تنفي حملاً موجوداً بالفعل؛ لأنه إذا بلغ الأربعة الأشهر ونفخ فيه الروح صار الجنين بعد ذلك يتحرك بداخلها، إن لم يكن في اليوم الأول ففي اليوم الثاني، أو الخامس، أو العاشر، فحينئذٍ إذا استكملت الأربعة أشهر وعشرة أيام وادعت بعد ذلك حملاً عرضت على النسوة، فإذا عرضت على ذوات الخبرة فلا يحتجن إلى أشعة، ولا إلى ماء وهرمونات، ولا إلى أن يضعن أيديهن على بطنها فيشعرن بالحركة، أي: أن الجنين يثبت نفسه، وإذا ادعت حملاً وعرضت على القوابل أو ذوات الاختصاص فلم يجدن عندها شيئاً، بطل ادعاؤها، وهكذا تتفق عدة الوفاة، وتتفق أطوار الجنين هنا عند الأربعة أشهر بنفخ الروح فيه.

وهنا في هذا الحديث: (أربعين يوماً علقة) والعلقة قال فيها جميع علماء التفسير: قطعة دم جامدة، والطب يقول: لا يأتي على الجنين فترة تجمد قط؛ لأنه في نمو منذ أن خلق، ويبدأ الانقسام بعد ثلاثة أيام، وسيترتب على هذا من الأحكام الفقهية ما سننبه عليه في آخر الحديث إن شاء الله.