أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

أولًا: يجب أن تعلم أن مسألة الطول تعتبر من الصفات الوراثية, فإذا كان الأب والأم قصيري القامة، فهناك احتمال كبير أن يكون المولود قصير القامة، ولا يوجد أي طعام أو شراب يزيد من الطول.
ثانيًا: إن المسؤول عن زيادة الطول هو هرمون النمو.
ثالثًا: هناك فرصة كبيرة لزيادة الطول, لكن بشروط:
1- يجب ألا يكون العمر قد تعدى 14 سنة (حيث يكون هرمون النمو في طور الإفراز).
2- يجب ألا تكون نهايات العظام الطويلة قد أغلقت, وإلا فلن تكون هناك أي نتيجة, ويتم كشفها بالأشعة.

والأعمار التي يتوقف فيها النمو تتفاوت عند الشباب، إلا أن معظمهم يتوقف عنده النمو بين سن 18-19 سنة, والبعض يستمر زيادة الطول عنده بشكل بطيء حتى سن 21 سنة، ويعتمد الأمر على عدة عومل, منها: الجانب الوراثي, والتغذية, والهرمونات, وفترة البلوغ, والمشاكل الصحية - إن وجدت -.

وعادة لا يتوقف النمو في سن 12 - كما ذكرت - وإنما يزيد الطول من سن 12-18 سنة؛ لذا لا بد من معرفة معدل النمو عندك في الفترات السابقة، وكذلك معدل النمو عند أفراد الأسرة الآخرين، ففي بعض الأسر قد يتأخر الطول لفترة من الوقت, ثم يعود النمو بسرعة أكبر ليصل الطول النهائي للمعدل المناسب مع العمر، ولتقييم هذا الأمر بصورة جيدة لا بد من زيارة طبيب متخصص في مجال الغدد الصماء؛ ليقوم بإجراء بعض الفحوصات التي تساعد في الوصول إلى معرفة أسباب المشكلة، ويستطيع الطبيب بمقاييس معينة معرفة ما إذا كان هناك احتمال في زيادة الطول, أو أن النمو قد وصل إلى الحد النهائي, أو إذا ما احتجت إلى علاجات تساعد على النمو.

والعادة السرية ليس لها علاقة بالنمو, وقد أفرطت فيها بشكل كبير جدًّا, والعادة السرية لها أضرار كثيرة، وأسوأ أضرارها هي الخيالات الجنسية المرتبطة بها؛ فقد تؤدي إلى انحرافات جنسية في المستقبل, كما أنها تؤدي إلى الشعور بالقلق, والانكفاء, والانطواء حول الذات، وتفقد النفس دافعيتها في كثير من الأحيان، كما أن الشعور بالهوان الجسدي والنفسي مرتبط بها، وهذا ينتج عنه ضعف في التركيز لدى الكثير من الناس، وهذا هو الذي تعاني منه.

وأنصحك بممارسة الرياضة: على الأقل نصف ساعة إلى ساعة يوميًا، ابدأ بالتدرج, ثم ارفع المعدل, وخذ قسطًا كافيًا من الراحة، وهذا دائمًا يتأتى من خلال النوم المبكر, وركز على القراءة - أي نوع من القراءة - فالقراءة ممتعة وطيبة, وتشد الفكر, وتحسن من الذاكرة والتركيز، ولا شك أن قراءة القرآن الكريم بتؤدة وتأمل وتفكر من الوسائل الممتازة جدًّا.

وإن كنت لا تريد أن تقتنع أن للوراثة دورًا في تحديد طول الإنسان فهذا شأنك, فأنت في واد والعالم كله والعلم في واد, كمن يقول: إن الأرض ليست مدورة.

وفقك الله لكل خير.