خطب ومحاضرات
شرح الأربعين النووية - الحديث العاشر [1]
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: [ الحديث العاشر:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا))[المؤمنون:]، وقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ))[البقرة:]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء، يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له؟رواه مسلم ].
يقال: من حفظ المتون حاز الفنون، ونحن في الواقع ضيعنا المتون بينما كان طلبة العلم في السابق لا يقرءون فناً إلا بعد حفظ متن فيه، مثل الزاد في الفقه، والألفية في النحو، فلابد لطالب العلم في أي فن يقرأه، أن يكون حافظاً لمتن فيه.
ولكن -وهذا من المؤسف- كثرة المشاغل، وحشو القلب بكثير من الأشياء أضعف ذاكرة الحفظ، ومهما يكن من شيء فينبغي لطالب إذا استطاع أن يحفظ متناً ولو لم يفهمه، ثم سيأتي وقت يفهمه.
ولذا نجد في نظام الكتاتيب، اعتناؤهم بتحفيظ الأطفال القرآن الكريم مع أن أحدهم لا يفهم معناه، ولا يستطيع أن يرتقي إلى مستوى الفهم، لكن بعد أن يكبر يكون الحفظ موجوداً، فإذا قرأ فهم، أو رجع إلى التفسير كان أيسر عليه، والله المستعان.
وهذا الحديث العاشر من الأربعين النووية المباركة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وتقدم الكلام عن ترجمة أبي هريرة، وفيها ما يهم طالب العلم من الحرص والانقطاع والتفرغ للعلم.
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون:51]، وتمام الآية: إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [المؤمنون:51]، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [البقرة:172]).
قوله: (الآية) عقب ذكر جزء منها، اصطلاح، وهو يعني: إلى آخر هذه الآية، ويأتي الطابع أو يأتي الكاتب ولا يكمل الآية، وقد يقتصر على جزء من الآية وهو محل الشاهد، وقد يكون المعنى كاملاً في تمام الآية، وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه حينما جاء يوقظ علياً رضي الله تعالى عنه وفاطمة لقيام الليل، فقالا: أرواحنا بيد الله يرسلها متى شاء، فخرج صلى الله عليه وسلم وهو يضرب فخذه ويقول: وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا [الكهف:54]، وجعل يرددها، وهي جزء من آية ينطق ويستدل بها.
وتتمة هذا الحديث: (وذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! يا رب!) في بعض النسخ أو الطبعات يعني: يقول: يا رب! ثلاث مرات، (ومطعمه حرام، وملبسه حرام، ومشربه حرام، وغُذِيَ -أو غُذِّيَ- بالحرام، فأنّى يستجاب له؟).
عظمة الله وطيب ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله
فقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب) يرتب عليه (لا يقبل إلا طيباً)، وهذا تجانس، فالطيب لا يتناسب معه إلا الطيب الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ [النور:26]، ويتناول العلماء هذا اللفظ من هذا الحديث (إن الله طيب) ففي أي شيء هو طيب؟
طيب: في كل شيء: طيب في ذاته، طيب في أسمائه، طيب في صفاته، طيب في أفعاله.
فهو طيب في ذاته، أي: منزه عن أي نقص أو شائبة عيب، وهو متصف بكل مجامع الحمد، وكما يقولون: كملت صفات المولى سبحانه، فهو الكامل في ذاته، فلا يعتريه سبحانه -ولا يجوز في حقه- أي نقص، ولا شبه بمخلوق، ومن طيبه سبحانه وتعالى في ذاته وفي أفعاله؛ أنه لا يكون منه إلا الطيب، ولا يليق بجلاله إلا الطيب، فهو خلق الكون، وكل خلقه طيب في نظامه، وفي وضعه، وفي تسييره، إن نظرت إلى السماء، رأيت عالماً طيباً في إحكامه، فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ [الملك:3]، وإذا نظرت إلى الأرض، وجدت عليها مكونات الحياة، في بحارها، في أنهارها، في جبالها، في نباتاتها، في تنظيم الخلق، في خلق الإنسان خلقاً سوياً، وكل ذلك من الله طيب؛ لأنه طيب.
أفعال الله طيبة وإن كان بعضها في نظر بعض الناس على غير ذلك
فالإنسان في الأصل أنه سوي، وخلقه الله في أحسن صورة (في أحسن تقويم)، فإذا وجدت إنساناً ذا عاهة وعيب، فأنت تشفق عليه، وترى أنه ناقص عن غيره، ولكن الله سبحانه وتعالى قد جعل لهذا الشيء حكمة، وفيها من الطيب ما لا تدركه أنت، ففي الآخرة يكرمه ويعوضه، ويعطيه الشيء الكثير، بل يجعله موجباً لشكر نعمته على غيره من الأصحاء، فأنت إذا رأيت إنساناً مريضاً، فمرض هذا المريض يجعلك تشعر بالصحة، كما قالوا: (وبضدها تتميز الأشياء)، وإذا وجدت إنساناً فقيراً فقراً مدقعاً، فاعلم أن هذا الوضع عند الله طيب، وقد جاء في الحديث القدسي، (إن من عبادي من لا يصلحهم إلا الفقر، ولو أغنيتهم لفسد حالهم). -كما قال الله:كَلَّا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى [العلق:6-7]- (وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى، ولو أفقرته لفسد حاله)، مع أن الله قال: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ [التغابن:15].
إذاً: كل وضع في الخلق فهو من الخالق طيب، لماذا؟
لأنه من الله، ومن هنا: كان من أركان الإيمان: الإيمان والرضا بالقدر فيما وقع بك، وفيما نزل بك، فتعلم أنه طيب ؛ لأنه من الله، وتعلم بأن الله عالم وقادر وغني، فإذا أمسك عنك شيئاً؛ فليس ذلك لفقر، ولا لعجز، ولا لجهل، ولكن لمصلحتك، وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [الأنبياء:35]، فكل شيء ابتلاء من الله.
إذاً: معنى (إن الله طيب): أي: طيب في ذاته، فلا يعتريه نقص سبحانه، طيب في أفعاله فلا يصدر عنه إلا الطيب، فارضَ بما كتب الله لك.
إذا علمت هذا، لوجدت أن كل إنعام المولى على العالم، وكل فضله على الخلق مندرجاً تحت قوله: (إن الله طيب)، يعلم ذلك من يعلم، ويغفل عن ذلك من يغفل، ولا يستطيع إنسان أن يدرك كل معاني: (إن الله طيب)، واعلم أن أسماءه الحسنى كلها طيبة وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [الأعراف:180].
وهذا المجال يكفي فيه مجرد الإشارة والتنبيه، ولا نستطيع أن نوفيه حقه.
طيب العمل شرط في قبوله
(لا يقبل إلا طيباً) من جميع تصرفات العباد: في عباداتهم، وفي معاملاته، فمثلاً الطهارة للصلاة، أمر صلى الله عليه وسلم بإسباغ الوضوء؛ لأن الوضوء غير المسبغ غير طيب، والله لا يقبله؛ لأنه طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن لم تقدم له الشيء الطيب رده عليك. وكذا الصلاة، جاء في الحديث أنه إذا أحسنها العبد وأداها كما أمر الله سبحانه وتعالى صعدت ولها ريح طيبة، وإذا نقرها أو فرط فيها لفت كما يلف الثوب الخلِق وردت عليه!
إذاً: إخلاص النية شرط في طيب العمل، قال الله تعالى في الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه). والعمل الطيب يشترط فيه أيضاً أن يكون موافقاً لما جاء به صلى الله عليه وسلم، وقد أرسل الله لنا الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يبين لنا ما يريده الله منا؛ لأن العبادة حق لله، ومن حق الله أن يبينها إذ فرضها علينا، فبين العبادات التي يريدها منا، فليس لأحد من الخلق أن يخترع عبادة لله، وما دام أنها عبادة لله فيجب أن تكون من عند الله؛ لأنه هو الذي أمرنا بالعبادة، وبينها لنا، أما أن تخترع عبادة من تلقاء نفسك فلا!!
لا يستوي الخبيث والطيب
هذا، والكلمة تقسيمها ثنائي، إما طيبة أو خبيثة، قال الله: : كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ [إبراهيم:24]، ثم قال: كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ [إبراهيم:26]، وكذا الأرض: وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ [الأعراف:58]، وقال سبحانه: الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ [النور:26]... وقال: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ [النور:26]، وهكذا كل ما أوجده الله سبحانه وتعالى تجد فيه الطيب وتجد أنه يقابله الخبيث.
وهكذا في جميع العبادات، لا يقبل الله سبحانه عبادة من إنسان إلا إذا كانت طيبة، ومتى تكون طيبة؟
إذا كانت وفق ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: في التشريع، وقصد فاعلها وجه الله، وهذا ما أمر الله به، وأوجبه على عباده، قال الله: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [البينة:5].. فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف:110]، وعلى هذا قس جميع الأعمال.
وفي بعض الآثار مما يتعلق بالحج: (من حج بمال حلال، وزاد حلال، وراحلة حلال، فوضع رجله في الغرز وقال: ليبك اللهم لبيك، نودي من السماء: لبيك وسعديك، وإذا كان حراماً، وقال: لبيك، نودي: لا لبيك ولا سعديك، ارجع مأزوراً لا مأجوراً!).
ويقول بعض العقلاء: عجباً لهذا الشخص الذي يحمل زاداً حراماً ليحج به! وهذا حق، فكيف تكون قاصداً بيت الله لتحج وتؤدي المناسك وتعظم الشعائر والمشاعر؛ وأنت تحارب الله عند بيت الله بما حرم الله عليك؟!
فكونك بعيداً عن بيت الله أخف، وتكون مثل السارق الذي يختفي، لكن المجاهرة بالمنكر لا تُحتمل، فلو أن إنساناً سرق ثوب جاره، ثم جاره دعاه لوليمة لديه، فهل يذهب بالثوب المسروق أم بغيره؟!
فإذا ذهب بالثوب المسروق الذي يعرفه الجار جيداً، فإن هذا يعتبر تحدياً لصاحب الثوب، مع أنه دعاه ليكرمه!! أما لو كان بعيداً عنه، ولم يدر عن هذا الثوب شيئاً؛ فالأمر أهون، أما أن يتحدى صاحب الثوب، ويأتيه وهو يكرمه، فالعقل والواقع يرفض ذلك تماماً.
وكذلك ربك دعاك لتحج بيته، ولتقف المواقف، ولتشهد المشاهد، وتذكر الله في تلك المواطن كلها، فكيف تأتيه متبجحاً بهذه الحال، ولسان حالك: يا رب! أنا سرقت من مال فلان، ونهبت مال فلان، واغتصبت مال فلان، وجئت لأحج بيتك بمال مسروق! فبأي شيء تفسر هذا التصرف المشين؟! (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً)، ومن هنا بيّن صلى الله عليه وسلم أن الله لا يقبل الصدقة إلا إذا كانت طيبة، ويقول بعض السلف: لأن أكف عن كسب درهم حرام، أحبُّ إليّ من أن أنفق مائة ألف ومائة ألف ومائة ألف وهي حرام، وما قيمة ذلك؟! فلأن تكف عن درهم واحد حرام أولى من أن تنفق مئات الآلاف من الدراهم إن كان كسبها حراماً؛ لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.
وهكذا العقود، ومعاملات الناس، فإذا غش أو دلس في السلعة، فهل هذا طيب؟ الواقع يقول: لا، فكيف يكون طيباً عند الله؟! فالله لا يقبل ذلك العمل، ويعاقب عليه، فالإسلام في جميع تعاليمه تحت عنوان (طيب).
وهكذا القتال، لابد فيه من الإخلاص، قال صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)، لو أن إنساناً أراد أن يطبق جميع التشريعات في الإسلام الجزئية والكلية على هذا اللفظ: (لا يقبل إلا طيباً)؛ لما شذت جزئية واحدة في التشريع.
ففي باب الطهارة لا يقل الله إلا طيباً، وقد بينت مسألة إسباغ الوضوء، ومثله يجب إسباغ الغسل على جميع البدن؛ لأن تحت كل شعرة جنابة.
وفي الصلاة: الطمأنينة والخشوع واستكمال شروطها.
وفي الصوم يكف عما حرم الله، فتصوم معه جميع الجوارح.
وفي الزكاة: (لا يقبل الله صدقة من غلول) ، لا يقبل الله صدقة من مال حرام: قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى [البقرة:263]، فالقول المعروف طيب يقبله الله، والأذى يفسد ذاك المعروف، قال الله: لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى [البقرة:264]، فالأذى ليس بطيب، والله لا يقبله، فكونك تتصدق وتمنّ على المسكين بالصدقة هذا يبطل أجرها، فاتق الله! في صدقتك ولا تبطلها، فكما أعطاك الله يعطي غيرك، وكما حرم هذا قد يحرمك.
وما يدري الفقير متى غناه وما يدري الغني متى يعيل
أنت ما تدري متى الغنى والفقر، فكون المال جُعل في يدك هو ابتلاء لك، ومنعه من يد الآخر ابتلاء له: أتشكر النعمة أم لا؟ أيصبر على الفقر أم لا؟ وكله ابتلاء، والابتلاء أنواع.
إنسان يبتلى بمرض، يبتلى بمال، يبتلى بفقر، يبتلى بشخص يؤذيه، وقد يكون من أقرب الناس إليه.
ومن نكد الدنيا على الحر أن يجد عدواً له ما من صداقته بد
إذاً: كونك تمنّ على المسكين لا يجوز لك ذلك عند الله سبحانه وتعالى، وقد أوجب الله عليك حفظ ماء وجه الفقير عند استلام حقه، فقال: وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [المعارج:24-25]، ومن الذي يتولى أخذ هذا الحق من الغني وإعطاءه الفقير؟
رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة أمور المسلمين من بعده؛ لقوله تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً [التوبة:103]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أداها طيبة بها نفسه فبها ونعمت، ومن امتنع أخذناها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا، ليس لمحمد ولا لآل محمد منها شيء)، وما دام أنه ليس له منها شيء فلماذا يتحمل مسئوليتها؟
ليحفظ ماء وجه الفقير، وإذا جاء فقير إلى باب الغني وقال: أعطني حقي في الزكاة، فقد يماطله الغني، وكيف يكون حال المسكين؟! أليس فيه امتهان له؟!
أما عندما يأخذها ولي الأمر منه، ثم يقول للمسكين: خذ حقك، فحفظ بذلك ماء وجهه من سوء المسألة.
والإسلام طيب؛ لأنه دين المولى سبحانه، فهو طيب لا يقبل إلا طيباً، ففي الكلام لا يقبل منك إلا كلمة طيبة؛ وفي الدعاء إذا سألت ربك لا تتنطع في الدعاء، ولا تدعو بمعصية، فهذا ليس طيباً، وحينئذ لا يقبلها.
وأقول لطلبة العلم خاصة ولكل مسلم عامة: لو تأمل أحد جميع ما أمر به أو نهي عنه لوجده داخلاً تحت هاتين الجملتين: (إن الله طيب، لا يقبل إلا طيباً)، وأظن أن هذا التنبيه كافٍ.
استمع المزيد من الشيخ عطية محمد سالم - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
الأربعين النووية - الحديث الثاني عشر | 3523 استماع |
الأربعين النووية - الحديث الحادي عشر [2] | 3212 استماع |
شرح الأربعين النووية - الحديث الرابع والعشرون [3] | 3186 استماع |
شرح الأربعين النووية - الحديث الأربعون | 3135 استماع |
شرح الأربعين النووية - الحديث الرابع [1] | 3116 استماع |
شرح الأربعين النووية - الحديث الثامن عشر | 3068 استماع |
شرح الأربعين النووية - الحديث الثامن [1] | 2995 استماع |
شرح الأربعين النووية - الحديث التاسع عشر [2] | 2891 استماع |
شرح الأربعين النووية - الحديث الثالث والعشرون [1] | 2877 استماع |
شرح الأربعين النووية - الحديث الخامس [2] | 2779 استماع |