تفسير سورة محمد (1)


الحلقة مفرغة

الفرق بين السور المكية والمدنية

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

وها نحن مع سورة محمد صلى الله عليه وسلم المدنية، وقد درسنا المكيات وخرجنا بنتيجة من أطيب النتائج وأطهرها، ألا وهي أننا نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن البعث الآخر حق؛ إذ هذه الدار دار عمل وتلك دار جزاء، والجزاء نوعان: الجنة دار السلام، أو النار دار البوار.

أما المدنيات ففيها الأحكام والشرائع، فبسم الله نصغي مستمعين إلى هذه الآيات، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ [محمد:1-3].

أسماء سورة محمد وعدد آياتها

معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! هذه السورة لها اسمان: تسمى بسورة محمد صلى الله عليه وسلم، وتسمى بسورة القتال؛ لذكر القتال فيها، وذكر محمد صلى الله عليه وسلم فيها.

لكن تسميتها بسورة محمد أشهر وأوسع، وآياتها ثمان وثلاثون آية، كل آية تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ومعنى آية: علامة، كل آية علامة على أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، كيف ذلك؟

هذه الآية من قالها؟ من أنزلها؟ الله، إذاً: لا إله إلا الله، وعلى من نزلت؟ على محمد صلى الله عليه وسلم، فمحمد رسول الله.

كل آية في القرآن الكريم تقرر: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أي: تدل دلالة قطعية على ألوهية الله وربوبيته، وعلى نبوة محمد ورسالته صلى الله عليه وسلم.

والسور كلها تستفتح بـ(بسم الله الرحمن الرحيم) اللهم إلا سورة واحدة وهي سورة التوبة المدنية، وهي بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [التوبة:1]، فما دامت تعلن الحرب والبراءة فما يحسن فيها بسم الله الرحمن الرحيم، فهي إعلان: بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [التوبة:1].

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

وها نحن مع سورة محمد صلى الله عليه وسلم المدنية، وقد درسنا المكيات وخرجنا بنتيجة من أطيب النتائج وأطهرها، ألا وهي أننا نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن البعث الآخر حق؛ إذ هذه الدار دار عمل وتلك دار جزاء، والجزاء نوعان: الجنة دار السلام، أو النار دار البوار.

أما المدنيات ففيها الأحكام والشرائع، فبسم الله نصغي مستمعين إلى هذه الآيات، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ [محمد:1-3].

معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! هذه السورة لها اسمان: تسمى بسورة محمد صلى الله عليه وسلم، وتسمى بسورة القتال؛ لذكر القتال فيها، وذكر محمد صلى الله عليه وسلم فيها.

لكن تسميتها بسورة محمد أشهر وأوسع، وآياتها ثمان وثلاثون آية، كل آية تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ومعنى آية: علامة، كل آية علامة على أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، كيف ذلك؟

هذه الآية من قالها؟ من أنزلها؟ الله، إذاً: لا إله إلا الله، وعلى من نزلت؟ على محمد صلى الله عليه وسلم، فمحمد رسول الله.

كل آية في القرآن الكريم تقرر: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أي: تدل دلالة قطعية على ألوهية الله وربوبيته، وعلى نبوة محمد ورسالته صلى الله عليه وسلم.

والسور كلها تستفتح بـ(بسم الله الرحمن الرحيم) اللهم إلا سورة واحدة وهي سورة التوبة المدنية، وهي بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [التوبة:1]، فما دامت تعلن الحرب والبراءة فما يحسن فيها بسم الله الرحمن الرحيم، فهي إعلان: بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [التوبة:1].

قال تعالى: الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [محمد:1] صفتان: الأولى الكفر وهو الجحود والتكذيب والإنكار، الذين كفروا بماذا؟ بالله، بأسمائه، بصفاته، بوعده، بوعيده، كفروا بتوحيده، كفروا بشرعه وكتابه، برسوله ونبيه، كفروا بما أخبر به من الغيب والشهادة، هؤلاء الذين كفروا.

وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [محمد:1] الجريمة الثانية بعد الأولى: الصد عن سبيل الله، ما يريدون للإنسان أن يقول: لا إله إلا الله، دائماً يصرفونه، يقولون: لا تقل: محمد رسول الله، لا تقل: لا إله إلا الله، وهكذا، وهذا النوع وإن كان على عهد رسول الله في مكة وفي المدينة إلا أنه الآن يوجد ملايين البشر يصدون عن سبيل الله، ما يريدون أن يسمع أنه لا إله إلا الله.

الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [محمد:1] صدوا غيرهم من الناس رجالاً ونساء، وسبيل الله ما هي؟ الطريق الموصل إليه، ما هو؟ الإسلام، يصرفون الناس عن الدخول في الإسلام، يصرفونهم عن العمل بما في الإسلام، هؤلاء هم الصادون عليهم لعائن الله.

قال تعالى في الخبر: أَضَلَّ [محمد:1] الله أَعْمَالَهُمْ [محمد:1]، خيبها، هؤلاء كانت لهم أعمال في مكة صالحة، يؤون اليتيم، يؤون الأسرى وينفقون عليهم، يحمون البيت الحرام.. كانت لهم أعمال صالحة، لكنها انتهى شأنها، والله! ما يثابون عليها بكفرهم، وهكذا الكفار الآن قد يعملون أعمالاً صالحة فيؤون اليتامى ويطعمون الجائعين ويعالجون المرضى، وما يفقدون ثواب هذا العمل في الدنيا، يبارك الله لهم في أعمالهم في حياتهم، أما الجزاء في الدار الآخرة فهم محرومون منه بعيدون عنه، ليسوا أهلاً له أبداً؛ لأن قلوبهم منتنة عفنة بالكفر والشرك والعياذ بالله.

الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ [محمد:1] ما يستفيدون منها شيئاً، أحبطها، أعمالهم الدنيوية أو الأخروية؛ لأنهم ليسوا أهلاً لأن ينصرهم الله أو يفتح عليهم أو يؤيدهم أو يكرمهم وينعم عليهم، هكذا يقول تعالى في هذا الخبر: الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ [محمد:1] فما ينتفعون بها.

ثم قال تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا [محمد:2] بالله رباً لا رب غيره ولا إله سواه، آمنوا بوعد الله ووعيده، آمنوا بكل ما أمرهم الله تعالى أن يؤمنوا به من الغيب والشهادة، آمنوا برسله، بكتبه، بوحيه، بكل ما أمرهم أن يؤمنوا به، قالوا: آمنا، ما يكذبون الله في شيء ولا يكذبون على الله في شيء، هؤلاء المؤمنون.

وَالَّذِينَ آمَنُوا [محمد:2] أولاً وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [محمد:2] ثانياً، وما الصالحات يرحمكم الله؟

إقام الصلاة -والله- من الصالحات، إيتاء الزكاة من الصالحات، صيام رمضان من الصالحات، حج بيت الله الحرام من الصالحات، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الصالحات، الرباط في سبيل الله من الصالحات، الجهاد في سبيل الله من الصالحات، بر الوالدين، الإحسان إلى الفقراء والمساكين.. كل هذه الصالحات تضاف إلى إيمانهم، ويقدم الإيمان أولاً؛ لأن غير المؤمن أعماله وإن كانت صالحة لا تنفعه كما قدمنا، فلا بد من الإيمان.

ثانياً: الذي لا إيمان له قل أن يعمل عملاً صالحاً، فالإيمان علمتم أنه روح الحياة، فإذا آمن دبت فيه الروح ودخلت في جسمه.

أهمية تعظيم مدينة محمد صلى الله عليه وسلم

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ [محمد:2] ومن هو محمد؟

إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ها نحن في مسجده، وها نحن قريبون من حجراته، وها هي ذي روضته الشريفة، وهناك جسمه الطاهر وإلى جانبه أبو بكر وعمر، أية نعمة أكثر من هذه النعمة، ومع هذا ما نحمد الله على وجودنا في المدينة، أما نستحي من الله أن نعصي الله فيها ونعصي رسوله، ونتخذ هذه الدشوش والأباطيل والترهات والأكاذيب؟ يجب أن نعرف مقامنا ألا ننظر نظرة محرمة، ولا ننطق كلمة محرمة، ولا نأكل حبة عنب محرمة؛ لأننا في مقام سام، إننا في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكثيراً ما أقول: إذا لم تستطع أن تستقيم في المدينة فارحل، اذهب إلى القاهرة أو دمشق أو العراق أو الشام أو مصر أو جدة، إذا لم تستطع أن تستقيم في المدينة فاخرج منها، ما هي بلاد زنا ولا ربا ولا كذب ولا خيانة ولا إهمال للصلاة.

والرسول الكريم يقول: ( المدينة تنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد )، الكير الذي ينفخون به على الحديد، والحداد يعرف هذا.

ويقول: ( المدينة حرام من عير إلى ثور )، جبلان: غربي جنوبي وشمالي شرقي يحوطان بالمدينة، ( المدينة حرام من عير إلى ثور، من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منه صرف ولا عدل )، أي: لا فرض ولا نفل، والعياذ بالله.

فإذا لم تستطع أن تستقيم فارحل، لا تعص الله في المدينة، بلاد الله واسعة، فما المدينة ببلاد خبث وفساد، ومن زلت قدمه وتاب تاب الله عليه، لكن الذي يستمر على المعصية لا حق له في البقاء في المدينة.

أسماء النبي صلى الله عليه وسلم واختصاصه بتنزيل القرآن عليه

يقول تعالى: وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ [محمد:2] صلى الله عليه وسلم، ومحمد اسم علم، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم خمسة، ألا وهي: محمد وأحمد والماحي والحاشر والعاقب؛ لأنه عقب الأنبياء، هذه الأسماء الخمسة مبينة في الموطأ.

فالعاقب: الذي جاء بعد كل الرسل، والحاشر: كل الأمم تحشر وراءه وهو أمامها، والماحي: يمحو كل ما مضى من الأديان.

قال تعالى: وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ [محمد:2] ما الذي نزل على محمد؟ القرآن العظيم، نزل عليه في ثلاث وعشرين سنة وهو ينزل آيات وسوراً، فمن نزله عليه؟ هل هناك جواب غير الله؟ مستحيل أن يكون غير الله.

فهذا هو القرآن العظيم، هذا كتاب الله الكريم، هذا الذي من حفظه وعمل بما فيه سعد وأكرمه الله وأدخله الجنة دار النعيم، ومن تكبر عنه وأعرض ولم يحفظه ولم يعمل به هالك مع الهالكين.

وقوله تعالى: وَهُوَ الْحَقُّ [محمد:2] أي: القرآن حق، محا الله به الكتب الأولى كلها، فلا توراة ولا إنجيل ولا زبور ولا غيرها من الصحف، ولم يأت بعده كتاب يمحوه أيضاً أبداً، هو آخر كتب الله.

جزاء المؤمنين

ثم قال تعالى في الجزاء: كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ [محمد:2]، فأولئك الكفرة أحبط الله أعمالهم، وهؤلاء المؤمنون ماذا فعل بهم؟ كفر عنهم سيئاتهم، إذ كان بعضهم مشركين وكانوا كافرين ودخلوا في الإسلام، فهل يؤخذون بتلك الذنوب والكبائر؟ الجواب: لا، كفرها الله عنهم.

والذين ما أذنبوا في الجاهلية ولكن قد يذنبون في الإسلام بذنب من الذنوب وعدهم الله أن يكفر هذا الذنب ويدخلهم الجنة؛ لإيمانهم وصالح أعمالهم؛ حيث آمنوا وعملوا الصالحات وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ [محمد:2] وهو القرآن، وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ [محمد:2]، هؤلاء جزاؤهم: كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ [محمد:2].

قالت العلماء: البال كالمصدر ليس له فعل، وأما بال يبول فذاك شيء ثان، أما البال فلا فعل له أبداً، والبال بمعنى الحال، أي: أصلح حالهم، أصلح شأنهم.

فنقول: أصلح بالهم، أي: أصلح حالهم، أصلح شأنهم، أصلح أعمالهم، أصلح قلوبهم أيضاً، يطلق البال على القلب أيضاً، هذا عطاء الله عز وجل للذين آمنوا وعملوا الصالحات.




استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة اسٌتمع
تفسير سورة الأحقاف (8) 3862 استماع
تفسير سورة الفتح (8) 3473 استماع
تفسير سورة الأحقاف (7) 3331 استماع
تفسير سورة ق (6) 3236 استماع
تفسير سورة الفتح (1) 3128 استماع
تفسير سورة الأحقاف (1) 3062 استماع
تفسير سورة ق (2) 3049 استماع
تفسير سورة الفتح (3) 3024 استماع
تفسير سورة الأحقاف (4) 2964 استماع
تفسير سورة الفتح (4) 2896 استماع