خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/142"> الشيخ ابو بكر الجزائري . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/142?sub=116"> تفسير سور الأنبياء والحج والمؤمنون والنور
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
تفسير سورة النور (16)
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.
إباحة الأكل مع ذوي العاهات
وأيضاً كان بعض الأصحاء يشمئزون أن يأكلوا مع هؤلاء، ويقول أحدهم: هذا أعمى، فلن آكل معه، أو يقول: أخشى أن آكل أكثر مما يأكل، فآكل نصيبه. فحصل التحرج منهم ومن غيرهم من المؤمنين، فأزال الله هذا الحرج، والحمد لله رب العالمين.
إباحة الأكل من بيوت الأقارب والأصدقاء
وقال أولاً: أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ [النور:61] التي تملكونها، وفيها نساؤكم وأولادكم، أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ [النور:61]، أي: أن تأكل في بيت أبيك ولا حرج، أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ [النور:61]، أي: أن تأكل في بيت أمك، أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ [النور:61]، أي: الرجال والذكور، أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ [النور:61]، أي: الإناث، أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ [النور:61]، وهم إخوان آبائكم، أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ [النور:61]، أي: أخت أبيك، أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ [النور:61]، وهو أخو أمك، أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ [النور:61]، وهي أخت أمك، أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ [النور:61] بالوكالة، فإذا وكلك فلان على بستانه فيجوز أن تأكل منه الثمرة أو الفاكهة وغيرها، فقد أسند إليك ذلك. أَوْ صَدِيقِكُمْ [النور:61] أيضاً، فإذا كان لك صديق فلا بأس أن تأكل من طعامه وبدون استئذان.
هذا أيضاً كان يتحرج منه في بعض القبائل العربية، فلما حصل هذا الحرج والضيق في نفوسهم أزاله الله وأبطله نهائياً، ولم يذكر بيوت الأبناء؛ لأنك أنت ومالك لأبيك، فالأبناء داخلون مع الآباء.
إذاً: فقال تعالى في هذه الآية الكريمة: لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ [النور:61]، أي: ضيق أو إثم أو مؤاخذة، وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ [النور:61]، وكذلك المريض الذي قد يكون فيه بعض الأمراض المعدية، أو غيرك ذلك من الأمراض الخطيرة. وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ [النور:61]، أي: وليس عليكم حرج على أنفسكم في أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ [النور:61] وأصبحتم نائبين عن أهله بالوكالة، أَوْ صَدِيقِكُمْ [النور:61]. وقد ذكر الصديق مع الأقارب، وقالوا: هو أقوى من الأقارب، فالصديق الذي صدقك المودة وصدقته مودته هذا كأبيك وأخيك.
إباحة الاجتماع والتفرق في الأكل
وقد كان بعض العرب يقول: أنا لا آكل وحدي أبداً، ويحلف بالله ألا يأكل إلا مع غيره طول حياته، وتوارث هذا بعض الناس أو الأفراد، فكان ما يستطيب الطعام إذا أكله وحده، بل لابد أن يكون معه غيره، وسواء كان هذا من الكرم أو من غيره، فقد حصل هذا بالفعل، فأزال الله هذا الحرج، فقال: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا [النور:61] على قصعة واحدة، أَوْ أَشْتَاتًا [النور:61] متفرقين، كل واحد في يده طعامه، فلا إثم ولا حرج. فـ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ [النور:61]، أي: إثم أو مضايقة أو حرج أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا [النور:61] على قصعة واحدة أو صحفة واحدة، أو كل يأكل في قصعة وفي صحفة، فلا إثم في هذا ولا حرج.
وعسى أن يكون المستمعون والمستمعات قد فهموا هذا الحكم، وهو: أولاً: أنه يجوز أن نأكل مع الأعمى والأعرج والمريض، ويجوز للمرضى والعرجان أن يأكلوا مع الأصحاء، ولا إثم ولا حرج ولا مضايقة، كما يجوز لنا أن نأكل من بيوتنا، وبيوت آبائنا وبيوت أمهاتنا، وبيوت إخواننا وبيوت أخواتنا، وبيوت أعمامنا وبيوت عماتنا، وبيوت أخوالنا وبيوت خالتنا، أو ما ملكنا مفتاحه بأيدينا بالوكالة والنيابة، أو بيوت أصدقائنا، ولا حرج، ولا تستأذن، على شرط أن تجد الطعام بين أيديهم، فاجلس وكل، ولكن إذا كان الطعام مخبوءاً أو مستوراً فلا تكشفه أنت وتأكل كالسرقة، بل هذا كله إذا الطعام بين أيديهم.
ثانياً: إن شئتم أكلتم على قصعة واحدة وإن كنتم عشرة أنفار بحسب القوة، وإن شئتم أكل كل واحد وحده، حتى يأكل الأب وحده، والابن وحده، ولا حرج.
هذه رحمة من الله، وشفقة من الله بالمؤمنين.
من آداب دخول المنزل
بقيت مسألة، وهي: إذا دخلت بيتك أنت لا بيت غيرك. فكلمة فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ [النور:61] إذ نحن كلنا نفس واحدة، مؤمن مع مؤمن، ولكن إذا دخلت بيتك وليس فيه أحد فقد ورد أن تقول: ( اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج ). وفي رواية لـمسلم : ( إني أسألك خير الموالج وخير المخارج ). والمولج: الدخول، وخير المخرج: الخروج، أي: أسألك الخير وأنا داخل، وأسألك الخير وأنا خارج. فيا رب! أسألك خير المولج والمخرج، ثم تضيف إلى هذه: ( باسم الله ولجنا، وباسم الله خرجنا، وعلى ربنا توكلنا ). ثم تسلم. وإذا لم يكن فيه أحد فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. فإذا لم يكن بالبيت أحد أو دخلت مسجداً فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
فهيا بنا نتعاون على هذا، ونسأل الله أن يرزقنا هذا العلم والفهم. فإذا أردت أن تدخل بيتك وليس فيه أحد فقل: اللهم -أي: يا ألله!- إني أسألك خير المولج وخير المخرج، أي: خير خروجي وخير دخولي. والله يعطي من سأله. والمولج: الولوج للدخول، كما قال تعالى: يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ [الحج:61] أي: يدخل الليل في النهار. والمخرج: الخروج. فقل: اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج. هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمولج: الدخول، فولج يعني: دخل، والمخرج: الخروج. ثم تضيف بعد ذلك إليها: ( باسم الله ولجنا، وباسم الله خرجنا، وعلى ربنا توكلنا ). السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
وإذا دخلت بيتاً ليس فيه أحد فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وكذلك إذا دخلت مسجداً ليس فيه أحد فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. وهذه الآداب سامية رفيعة. وإن شاء الله نحفظ هذا.
ويجب السلام على كل من دخل بيتاً فيها أناس، ولكن إذا دخل بيته وليس فيها أحد ولا حتى فيها أهله فيلجأ إلى الله عز وجل ويدخل إلى داره ويقول: ( اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج )؛ ليعطيه الله خير دخوله وخروجه. ثم يقول: ( باسم الله ولجنا، وباسم الله خرجنا، وعلى ربنا توكلنا ). ثم يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
فإذا دخلت بيت مسلم فقل: السلام عليكم ورحمة الله. وإذا دخلت بيتك فقل: ( اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج ). ( باسمك اللهم ولجنا، وباسمك خرجنا، وعلى ربنا توكلنا ). السلام عليكم أهل البيت إذا كان فيه أمك أو زوجك أو غيرهما، وإن لم يكن في البيت أحد فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، كالذي يدخل مسجداً ليس فيه أحد، يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين؛ إذ ليس فيه مصلين حتى يقول: السلام عليكم.
فتأملوا هذه الآية الكريمة حيث يقول تعالى: فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ [النور:61]، وهو لا يعني على نفسك أنت، بل على إخوانك ومن في المنزل؛ إذ كلكم نفس واحدة، فليسلم بعضكم على بعض. فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [النور:61]، أمر بها وشرعها. مُبَارَكَةً [النور:61] فيها خير وبركة. طَيِّبَةً [النور:61] طاهرة.
ثم قال تعالى: كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ [النور:61]، أي: كهذا البيان يبين، فهو ما زال يبين في كتابه الآداب والأخلاق، والأحكام الشرعية والسياسية، وقل ما شئت، فما فرط الله في الكتاب من شيء، وهذا من أجل لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [النور:61]. وتصبحوا عقلاء رشداء بهذه الآداب، وهذه الأخلاق، وهذه الأحكام الشرعية. فتصبحون عقلاء، بخلاف الحمقى والمجانين.
معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قال ربنا جل جلاله وعظم سلطانه: لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ [النور:61]. والحرج هذا هو الإثم، أي: لا إثم عليه. فقد رفع الإثم عن هؤلاء إذا هم قعدوا عن الجهاد، وليس في ذلك شك. ورفع الحرج عنهم لأنهم كانوا يستحون ويخجلون أن يأكلوا مع الأصحاء، ويقول أحدهم: أنا أعمى، فلن آكل مع ذي البصر، أو أنا أعرج، ما عندي كذا، فلن آكل مع الصحيح، وقع هذا في نفوس بعضهم، فأزال الله هذا الحرج.
وأيضاً كان بعض الأصحاء يشمئزون أن يأكلوا مع هؤلاء، ويقول أحدهم: هذا أعمى، فلن آكل معه، أو يقول: أخشى أن آكل أكثر مما يأكل، فآكل نصيبه. فحصل التحرج منهم ومن غيرهم من المؤمنين، فأزال الله هذا الحرج، والحمد لله رب العالمين.