قال الإمام المقدسي الحافظ رضي الله عنه: ثم نتبع ما أوردناه بفصل من المنقول من الأئمة في معنى ما ذكرنا في هذا الاعتقاد:
أخبرنا أبو عمر عبد الوهاب، الإسناد إلى أبي حاتم سهل بن البشري قال: قال محمد بن إسماعيل البخاري: (( لقيت أكثر #710# من ألف رجل من أهل العلم، من أهل الحجاز، ومكة، والمدينة، والكوفة، والبصرة، وواسط، وبغداد، والشام، ومصر، لقيتهم قرناً بعد قرن، وما رأيت واحداً منهم يختلف في هذه الأشياء: أن الدين قول وعمل، وذلك لقول الله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} .
وأن القرآن كلام الله غير مخلوق. قال ابن عيينة: قد بين الله عز وجل الخلق والأمر؛ لقوله: {ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين} .
وأن الخير والشر بقدر؛ لقوله عز وجل: {قل أعوذ برب الفلق. من شر ما خلق} ، وقوله: {والله خلقكم وما تعملون} ، وقوله: {إنا كل شيءٍ خلقناه بقدرٍ} .
ولم يكونوا يكفرون أحداً من أهل القبلة بذنب؛ لقوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} .