وانظر"بيان تلبيس الجهمية" (3/ 93 - 103) المخطوط.
وقال أثناءه ص (100) : (( وأبو حامد كانت مواده في العلوم الإلهية من المتكلمين والفلاسفة والصوفية الذين فهم كلامهم ) ).
قال هذا أثناء نقده لما جاء في"إحياء علوم الدين"من نقله لتأويل الإمام أحمد لأحاديث (( الحجر الأسود يمين الله ... ) )، و (( إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن ... ) )، و (( أنا جليس من ذكرني ... ) )؛ فطالعها هناك.
وقال في"المجموع" (4/ 54) : (( والغزالي في كلامه مادة فلسفية كثيرة بسبب كلام ابن سينا في"الشفاء"وغيره، و"رسائل إخوان الصفا"، وكلام أبي حيان التوحيدي، وأما المادة المعتزلية في كلامه؛ فقليلة أو معدودة ... ) )اهـ.
فقرر شيخ الإسلام هاهنا هذه المصادر التي أوقعت أبا حامد الغزالي فيما وقع فيه من الاضطراب والتحول التي جعلته يتنقل في مراحله سالفة الذكر. وهذا التوضيح الجلي من شيخ الإسلام يدل على عمق فهمه وعظيم سبره لأحوال هؤلاء: الغزالي والرازي الفخر وأمثالهما.