غلو ولا تفريط، ولا تزيِّد ولا مجاملة فشيخ الإسلام أجمل مميزات كتاب الإحياء ثم فصَّل فيما اُنتقد فيه مؤصلاً له بما يُسمى بالملاحظات المنهجية الإجمالية.
وذلك أن العلماء تعرضوا لنقد كتاب"الإحياء"حيث كانت له القيمة المعتبرة لدى محبي الشيخ أبي حامد الغزالي، لاسيما الصوفية والأشعرية، وممن عدَّد شيخ الإسلام:
1 -أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي فيمن وقع منه الإنكار على أبي حامد في كتاب"الإحياء"خصوصاً، حيث نقل عنه الذهبي في ترجمته له (19/ 494 - 496) ، ومما قال: في كتاب"الإحياء"، (( وهو لعمر الله أشبه بإماتة علوم الدين ... ) ).
وقال ــــ رحمه الله ــــ قبله: (( أنبأنا ابن علاَّن، عن الخشوعي، عن الطرطوشي؛ أنه كتب هذه الرسالة جواباً عن سائل سأله من الأندلس عن حقيقة أمر مؤلف"الإحياء"، فكتب إلى عبد الله بن مظفر: سلام عليك؛ فإني رأيت أبا حامد وكلَّمته، فوجدته امرءاً وافر الفهم والعقل، وممارسة العلوم، وكان ذلك معظم زمانه، ثم خالف طريقة العلماء، ودخل في غمار العمال، ثم تصوَّف، فهجر [أي: تركها] العلوم وأهلها، ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشيطان، ثم سابها وجعل يطعن على الفقهاء بمذاهب الفلاسفة ورموز الحلاج، وجعل ينتحي عن الفقهاء والمكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ من الدين ...
فلما عمل كتابه"الإحياء"؛ عمد فتكلم في علوم الأحوال، ومرامز الصوفية، وكان غير أنيس بها، ولا خبير بمعرفتها، فسقط على أمِّ رأسه، فلا في علماء المسلمين قرَّ، ولا في أحوال الزاهدين استقر.
ثم شحن كتابه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا اعلم كتاباً على وجه بسيط الأرض أكثر كذباً على الرسول منه.
ثم شبَّكه بمذاهب الفلاسفة ورموز الحلاج ومعاني"رسائل إخوان الصفا".