فهرس الكتاب
الصفحة 140 من 156

ومن طريق وكيع: أخرجه ابن ماجه (3858) .

قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أبي خزيمة، قال أبو حاتم: لابأس به.

وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 465) ، وسماه: (صالح بن مرداس) وروى عنه جمع من الثقات الحفاظ، وقال الذهبي، والحافظ: صدوق.

وله طريقان آخران:

أحد هما: يرويه محمد بن إسحاق: حدثني عبدالعزيز بن مسلم عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة عن أنس به، دون قوله: (وحدك لا شريك لك) .

أخرجه أحمد (3/ 265) ، والبخاري في التاريخ (3/ 2/27) ، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 62) .

قلت: وهذا إسناد حسن أو قريب من الحسن، رجاله ثقات معروفون؛ غير عبدالعزيز بن مسلم- وهو الأنصاري مولى آل رفاعة-، وثقه ابن حبان (5/ 123) ، وروى عنه أيضاً معاوية بن صالح. وقال الحافظ: مقبول.

والآخر: يرويه خلف بن خليفة: ثنا حفص بن عمر عن أنس به نحوه، دون قوله المذكور، وزاد بعد جملة (الجلال) : (يا حي يا قيوم!) .

ورجاله ثقات؛ لكن خلفاً هذا كان اختلط، وقد خرجت حديثه هذا في (صحيح أبي داود) (1342) لطرقه، وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي.

(تنبيه) : وقع في الطريق الأولى- بين عبدالعزيز بن مسلم وإبراهيم بن عبيد- زيادة: (عن عاصم) في"المسند"فقط، وهي ثابتة في"جامع المسانيد"لابن كثير (21/ 22/9) ، وكذا في"أطراف المسند"لابن حجر العسقلاني (1/ 271) ، والظاهر أنه خطأ قديم مقحم من بعض النساخ؛ لعدم ورودها عند البخاري والطحاوي أولاً، ولأنهم لم يذكروا (عاصماً) هذا في شيوخ عبدالعزيز بن مسلم- كما تقدم-، ولا في الرواة عن إبراهيم بن عبيد ثانياً، والله أعلم.

تنبيه آخر: لقد وقع في سياق حديث الترجمة عند المنذري في"الترغيب" (2/ 234/4) - وقد ساقه بلفظ أحمد- زيادة ونقص، فقال: (لا إله إلا أنت، يا حنان يا منان! يا بديع ... ) فزاد: (يا) النداء في الجمل الثلاثة، وزاد اسم: (حنان) ! وأسقط جملة: (وحدك لا شريك لك) . ولا أصل للاسم المذكور إلا في رواية لأحمد في طريق (خلف) (3/ 158) ، وأظنها خطأ أيضاً من بعض النساخ أو الرواة؛ ففي الرواية الأخرى عنده (3/ 245) : (المنان) ، وهو الثابت في رواية أبي داود والنسائي والطحاوي وابن حبان والحاكم، ويشهد له حديث الترجمة.

وأظن أن ما في (الترغيب) بعضه من تلفيق المؤلف نفسه بين الروايات- وهو من عادته فيه! - وبعضه من النساخ. ولم يتنبه لهذا الخلط المعلقون الثلاثة عليه (2/ 481) ، فلم ينبهوا عليه كما هو واجب التحقيق الذي ادعوه في طبعتهم الجديدة لـ"الترغيب"! بل زادوا عليه خلطاً من عندهم! فجعلوا مكان قوله: (سألت الله) - الثابت في (مسند أحمد) وغيره-: قولهم: [دعا الله] ، هكذا بين معكوفتين، وعلقوا عليه فقالوا:"ليست في (ب) "!

قلت: وهذا تعليق هزيل، فمع أن الزيادة مخالفة لرواية"المسند"فإنها تعني أن الأصل الذي طبعوا عليه فيه سقط، وأنه بلفظ: (لقد .. باسمه الأعظم ... ) .

وهذا غير معقول ولا مفهوم! فكان عليهم أن يبينوا ماذا في نسخة (ب) ، (ذلك مبلغهم من العلم) والتحقيق المزعوم! وزادوا- ضغثاً على إبَّالة - أنهم عزوا الحديث لأحمد (5/ 349و360) ! وإنما هو في المجلد الثالث منه كما تقدم.

وبعد كتابة ما تقدم رجعت إلى (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان) في طبعتيه، فرأيت في حديث خلف:

(أنت الحنان المنان) ؛ جمع بين الاسمين، لكن ليس في"زوائد ابن حبان" (2382) للهيثمي إلا: (أنت المنان) . وهو المحفوظ، وزيادة: (الحنان) شاذة باعتبارين:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام