فهرس الكتاب
الصفحة 37 من 156

قال الحافظ العسقلاني: (والحوالة على الكتاب العزيز أقرب، وقد حصل بحمد الله تتبعها كما قدمته وبقي أن يعمد إلى ما تكرر لفظا ومعنى من القرآن فيقتصر عليه ويتتبع من الأحاديث الصحيحة تكملة العدة المذكورة فهو نمط آخر من التتبع عسى الله أن يعين عليه بحوله وقوته آمين) إھ. [1]

قلت: وللحافظ العسقلاني تتبع ثان في كتابه (التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير) ، ذكر فيه اسماءاً تختلف عن إحصائه في (فتح الباري) ، حيث قال في التلخيص [2] : (قلت: وقد عاودت تتبعها من الكتاب العزيز إلى أن حررتها منه تسعة وتسعين اسماً , ولا أعلم من سبقني إلى تحرير ذلك؛ فإن الذي ذكره ابن حزم لم يقتصر فيه على ما في القرآن بل ذكر ما اتفق له العثور عليه منه وهو سبعة وستون اسماً متوالية؛ كما نقلته عنه آخرها:(الملك) , وما بعد ذلك التقطه من الأحاديث، فمما لم يذكره وهو في القرآن: (المولى , النصير , الشهيد، الشديد، الحفي، الكفيل، الوكيل، الحسيب، الجامع، الرقيب، النور، البديع، الوارث، السريع، المقيت، الحفيظ، المحيط، القادر، الغافر، الغالب، الفاطر، العالم، القائم، المالك، الحافظ، المنتقم، المستعان، الحكم، الرفيع، الهادي، الكافي، ذو الجلال والإكرام) , فهذه اثنان وثلاثون اسما , جميعها واضحة في القرآن إلا (الحفي) , فإنه في سورة مريم , فهذه تسعة وتسعون اسما منتزعة من القرآن , منطبقة على قوله عليه الصلاة والسلام: (إن لله تسعة وتسعين اسما) , موافقة لقوله تعالى {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} [الأعراف/180] فلله الحمد على جزيل عطائه , وجليل نعمائه.

وقد رتبتها على هذا الوجه ليدعى بها:

الإله , الرب , الواحد , الله , الرب [3] , الرحمن , الرحيم , الملك , القدوس , السلام , المؤمن، المهيمن , العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الحي، القيوم، العلي، العظيم، التواب، الحليم، الواسع، الحكيم , الشاكر , العليم , الغني , الكريم , العفو , القدير , اللطيف , الخبير , السميع, البصير، المولى , النصير , القريب , المجيب , الرقيب , الحسيب , القوي , الشهيد , الحميد , المجيد , المحيط , الحفيظ , الحق , المبين , الغفار , القهار , والخلاق , الفتاح , الودود , الغفور , الرؤوف , الشكور , الكبير , المتعال , المقيت , المستعان, الوهاب، الحفي , الوارث , الولي , القائم , القادر , الغالب , القاهر، البر , الحافظ , الأحد , الصمد , المليك , المقتدر , الوكيل , الهادي , الكفيل , الكافي , الأكرم , الأعلى , الرزاق , ذو القوة , المتين , غافر الذنب , قابل التوب , شديد العقاب , ذو الطول , رفيع الدرجات، سريع الحساب، فاطر السموات والأرض بديع السموات والأرض، نور السموات والأرض، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام.) إهـ

قلت: بالمقارنة بين التتبع الأول والثاني تجد اختلافا بيناً، ولم يتقيد بتتبعه للأسماء المطلقة بل أضاف اليها المقيدة، فاقتضى التنبيه.

لقد تميز جهده رحمه الله تعالى بالتزامه نصوص الكتاب والسنة في تتبعه للأسماء الحسنى، بالرغم من كونه من أهل التعطيل - كما تقدم بيانه في الفصل الأول - فقد قال في (المحلى) [4] : فصح أنه لا يحل لاحد أن يسمى الله تعالى إلا بما سمى به نفسه، وصح أن أسماءه لا تزيد على تسعة وتسعين، لقوله عليه السلام: (مائة إلا واحدا) فنفى الزيادة وأبطلها لكن يخبر عنه بما يفعل تعالى، وجاءت أحاديث في إحصاء التسعة والتسعين أسماء مضطربة لا يصح منها شيء أصلا فإنما تؤخذ من نص القرآن، ومما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بلغ إحصاؤنا منها إلى ما نذكر وهي:

(1) فتح الباري / العسقلاني، 11/ 224.

(2) التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير / العسقلاني، 4/ 424 - 425.

(3) كذا في الأصل، مكرر

(4) المحلى ج 8 / ص 31.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام