1 ـ التّنزيه الشرّعيّ هو ما دلّت عليه أسماء الربّ وآياته من تنزيه الربّ عمّا لا يليق به من الأسماء والصّفات والأفعال والأنداد والأمثال.
2 ـ أسماء الربّ تبارك وتعالى من أعظم أدلّة التّنزيه، وهي تدلّ على التّنزيه باعتبار وصفها، وتدلّ عليه باعتبار آحادها.
3 ـ التّنزيه الَّذي دلّت عليه أسماء الربّ باعتبار وصفها يشمل التّنزيه عن أسماء الذمّ وأفعاله، والتنزيه عن الأعلام الجامدة، والتنزيه عن الأسماء الاصطلاحيّة، والتنزيه عن ظنون السوء، والتنزيه عن الشّريك.
4 ـ التّنزيه الَّذي دلّت عليه الأسماء الحسنى باعتبار آحادها يشمل التّنزيه المطلق، والتنزيه عن أعيان النّقائص، والتنزيه عن المثل.
5 ـ من أسماء الله ما يدلّ على التّنزيه المطلق؛ وهي أسماء التّقديس المطلق، وأسماء التمجيد الَّتي تدلّ على جميع صفات الكمال ولا تختصّ بصفة معيّنة.
6 ـ ومنها ما يدلّ على التّنزيه عن أعيان النّقائص؛ وهي معظم الأسماء، فمنها ما يدلّ على التّنزيه عن الحدوث وخصائصه، ومنها ما يدلّ على التّنزيه عن الجهل، أو عن العجز، أو عن العبث، أو عن الظّلم، أو عن الفقر، أو عن البخل، أو عن سائر النّقائص.
7 ـ أمّا ما يدلّ على التّنزيه عن المثل من الأسماء؛ فإسم الأحد، والواحد، وأسماء التّقديس والتمجيد العامّة، والأسماء الَّتي فسّرت بما يدلّ على نفي المثل؛ كالعزيز، والقهّار، والمتكبّر. إھ [1]
ما يجرى صفةً أو خبراً على الربِّ تبارك وتعالى أقسامٌ:
أحدها: ما يرجع إلى نفس الذات، كقولك: ذاتٌ، وموجودٌ، وشيءٌ.
الثاني: ما يرجع إلى صفات معنوية؛ كالعليم، والقدير، والسميع.
الثالث: ما يرجع إلى أفعاله، نحو: الخالق والرزاق.
الرابع: ما يرجع إلى التنزيه المحض، ولا بد من تضمنه ثبوتاً؛ إذ لا كمال في العدم المحض؛ كالقدوس والسلام.
الخامس: ولم يذكره أكثر الناس، وهو الإسم الدالُّ على جملة أوصاف عديدة لا تختص بصفة معينة، بل هو دال على معانٍ لا على معنى مفرد، نحو: المجيد، العظيم، الصمد، فإن المجيد: من اتصف بصفات متعددة من صفات الكمال، ولفظه يدل على هذا، فإنه موضوع للسَّعة والكثرة والزيادة، فمنه: (استمجَدَ المَرخُ والعَفَارُ) وأمجد الناقة علفا. ومنه: رب العرش المجيد، صفة للعرش لسعته وعظمه وشرفه.
وتأمل كيف جاء هذا الإسم مقترنا بطلب الصلاة من الله على رسوله كما علمناه صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنه في مقام طلب المزيد والتعرض لسعة العطاء وكثرته ودوامه، فأتى في هذا المطلوب باسم يقتضيه، كما تقول: (اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم) ، ولا يحسن (إنك أنت السميع البصير) ، فهو راجع إلى المتَوَسَّل إليه بأسمائه وصفاته، وهو من أقرب الوسائل وأحبها إليه. ومنه الحديث الذي في المسند والترمذي ... (ألظوا بياذا الجلال والإكرام) [2] ومنه (اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام) [3] فهذا سؤال له وتوسل إليه وبحمده، وأنه الذي لا إله إلا هو المنان، فهو توسل إليه بأسمائه
(1) دلالة الأسماء الحسنى على التّنزيه / إعداد د. عيسى بن عبد الله السّعدي - كليّة التربية بالطائف / قسم الدراسات الإسلاميّة. نسخة الكترونية من المكتبة الشاملة - الإصدار 3.1.
(2) رواه الترمذي عن أنس واحمد والنسائي والحاكم عن ربيعة بن عامر. قال الشيخ الألباني: (صحيح) وانظر غير مأمور الحديث/1250 في صحيح الجامع الصغير وزيادته.
(3) رواه أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني / وانظر غير مأمور تخريج الحديث - 1342 في صحيح أبي داود، والأدب المفرد الحديث /705 - الألباني 543.