أما عن تردد الشيخ رحمه الله تعالى في إدخال (الحفي) في تتبعه للأسماء الحسنى، فقد جاء في فتوى صوتية لفضيلته [1] : (الحفي، هو في القرآن الكريم {إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً} ولا أعلمها مطلقة في أسماء الله عز وجل بل هي مقيدة) .
ولم يذكر الشيخ اسم (المسعر) لأنه من باب الخبر وليس من باب التسمية، فقد سئل رحمه الله تعالى في لقاء الباب المفتوح /182:
يأتي في السنة كلمات أحياناً بالنسبة لله عز وجل، فما هو الضابط لتحديد الاسم، مثل (المسعِر) هل هو اسم لله عز وجل؟
الجواب: الظاهر لي أن ما عاد إلى الأفعال فهو من جنس الصفات الفعلية، ما عاد إلى الأفعال ليس إلى الذات، المسعِر يعني في مقابل قول الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم: سعر لنا. يبين الرسول عليه الصلاة والسلام أن التسعير من فعل الله عز وجل، هو الذي يقدر زيادة القيمة أو نقص القيمة. فالذي يظهر لي أن هذا من باب الخبر وليس من باب التسمية.?ھ [2]
قال الدكتور عمر سليمان الأشقر: (والذي يترجح لدي أنها تسعة وتسعين اسما") . [3] "
ثم ذكر الضوابط التي التزمها في بحثه وهي باختصار:
1 -التزام منهج التوقيف، فيما نص عليه الكتاب والسنة، واستبعد:
-الأسماء التي يخترعها البشر لله من عند أنفسهم.
-الأسماء المشتقة من صفات الله تعالى وأفعاله سبحانه الواردة في الكتاب والسنة. وذكر مثالا لذلك: (الستير) .
قلت: وهو اسم غير مشتق من صفاته أو أفعاله سبحانه وتعالى بل هو اسم مطلق غير مقيد، وقد ورد في الحديث الصحيح (إن الله تعالى حيي ستير) رواه الأمام احمد في المسند وأبو داود والنسائي.
-الأسماء المأخوذة من طريق القياس.
2 -اعتمد الأحاديث الصحيحة في تتبعه للأسماء الحسنى. ... قلت: ثم ذكر أسماءاً وردت في أحاديث ضعيفة، مثل (النظيف، الماجد) [4] ، واعتبر هذين الاسمين من الأخبار لا من التسمية.
3 -قال: (فقد أمرنا سبحانه أن ندعو بكل أسمائه الحسنى فإذا وجدنا من يضيف له اسما"تنفر منها أسماعنا وتقشعر جلودنا عند دعائه بها علمنا أن هذه الأسماء ليست من أسمائه) . [5] "
قلت: كيف يكون نفور السمع وقشعريرة الجلد دليلا؟!.
4 -وقال (لا يجوز أن يدخل في أسمائه ما لا يصح دعائه به) [6] إھ.
5 -لم يدخل في الأسماء الحسنى كل اسم لم يصح أن نُعَبدَ العِباد به. ... قلت: أليس الصواب بأن نعكس القاعدة لتكون (لا يصح أن نُعَبدَ العِباد بغير الأسماء الحسنى) ؟!.
(1) فتاوى العثيمين الصوتية / موقع أهل السنة والجماعة، والرابط هو:
(2) قلت: قال الشوكاني في نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخيار - 3/ 629: (قوله:(المسعر) فيه دليل على أن المسعر من أسماء اللّه تعالى وإنها لا تنحصر في التسعة والتسعين المعروفة).?ھ
(3) أسماء الله الحسنى الهادية إلى الله والمعرفة به / الدكتور عمر سليمان الأشقر- ص 16.
(4) المصدر السابق / ص 20.
(5) المصدر السابق / ص 18.
(6) المصدر السابق / ص 19.