ما علم الله عباده أن يقولوه في الفاتحة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
وقوله: ... {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} ... (سورة الإسراء: 23)
وقوله: ... {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (سورة البينة: 5)
وقوله: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} ... (سورة الجن: 18)
-وما ثبت في مسند الإمام أحمد بسند صحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لابن عباس:
"وإذا سألت فأسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله"
-وما ثبت عند البخاري ومسلم من حديث معاذ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"وحق الله علي العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً"
-وما ثبت في صحيح البخاري ومسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"من مات وهو يدعي لله نداً دخل النار"
أما الاستعانة بغير الله فيما كان في حدود الأسباب العادية التي جعلها الله إلي الخلق وأقدرهم علي فعلها كالاستعانة بالطبيب في علاج مريض، وبغيره كإطعام جائع، وسقي عطشان وإعطاء غني مالاً لفقير، وأمثال ذلك فليس بشرك بل هو من تعاون الخلق في المعاش وتحصيل وسائل الحياة، وهكذا لو استعان بالأحياء الغائبين بالطرق الحسية كالكتابة والمكالمة الهاتفية ونحو ذلك.
وأما حياة الأنبياء والشهداء وسائر الأولياء فحياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله، وليست كالحياة التي كانت لهم في الدنيا.
وبهذا يتبين أن الحق مع الفرقة الأولي التي قالت: إن الاستعانة بغير الله علي ما تقدم شرك-
وبالله التوفيق. وصلي الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.