الصفحة 16 من 26

ومع هذا تجد البعض يتوجه إلي قبر الأولياء اعتقاداً منهم أنهم يقضون الحاجات ويفرجون الكربات فإذا ما وقعت عليهم مصيبة أو بلاء يستغيثون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أو الولي فمنهم من يقول يا محمد ومنهم من يقول يا علي ومنهم من يقول يا حسين أو يا بدوي أو يا جيلاني أو يا شاذلي أو يا رفاعي والله يقول:

{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} (سورة الأعراف: 194)

وبعض عباد القبور يطوفون بها ويستلمون أركانها ويتمسحون بها، ويقبلون أعتابها ويعفرون وجوههم في تربتها ويسجدون لها إذا رأوها ويقفون أمامها خاشعين متذللين متضرعين سائلين مطالبهم وحاجتهم من شفاء مريض أو حصول ولد أو تيسير حاجة وربما نادي صاحب القبر ويقول يا سيدي جئتك من بلد بعيد فلا تخيبني، وكل هذا محرم شرعاً ولا يجوز في دين الله، وأين هم من قوله تعالي:

{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ}

(سورة الأحقاف: 5)

وأخرج البخاري في صحيحه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار"

بل هناك من يعتقد أن الأولياء يتصرفون في الكون وأنهم يضرون وينفعون، وهذا شرك في الربوبية

والله تعالي يقول:

{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ} (سورة يونس: 107)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله:

الأمور المبتدعة عند القبور مراتب:

1 -المرتبة الأولي:

أبعدها عن الشرع وهو أن يسأل الميت حاجته ويستغيث به فيها كما يفعله كثير من الناس وهؤلاء من جنس عباد الأصنام، ولهذا قد يتمثل لعباد الأصنام الشيطان في صورة الميت أو الغائب كما يتمثل لهم، وهذا يحصل للكفار من المشركين وأهل الكتاب يدعو أحدهم من يعظمه فيتمثل له الشيطان أحياناً وقد يخاطبهم ببعض الأمور الغائبة، وكذلك السجود للقبر والتمسح به وتقبيله.

2 -المرتبة الثانية:

أن يسأل الله (- عز وجل -) به وهذا يفعله كثير من المتأخرين وهو بدعة باتفاق المسلمين.

3 -المرتبة الثالثة:

أن يسأله نفسه - أي المقبور

4 -المرتبة الرابعة:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام