فهرس الكتاب
الصفحة 703 من 789

خاص بالمحضرين حول جهنم، قال ابن رجب رحمه الله تعالى:"وقالت طائفة: الورود ليس عامًا وإنما هو خاص بالمحضرين حول جهنم المذكورين في قوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) } إلى قوله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} (1) كأنه يقال لهؤلاء الموصوفين:"وإن منكم إلا واردها"روى هذا التأويل عن زيد بن أسلم (2) وهو بعيد جدًا" (3) .

ويبدو لي أن ابن رجب رحمه الله تعالى يرجح القول الأول الذي يقول أن المراد بالورود هو المرور على الصراط، ويدل على ذلك ما يأتي:

1 -عند ذكره للقول الأول قال:"ومما يستدل به على أن الورود ليس هو الدخول ما خرّجه مسلم من حديث جابر قال: أخبرتني أم بشر أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عند حفصة:"لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها"قالت: بلى يا رسول الله فانتهرها، فقالت حفصة: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} (4) فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: قد قال الله عز وجل: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72) } (5) (6) " (7) . فهذا يشعر برده للقول الثاني ...

(1) سورة مريم الآيات (68 - 71) .

(2) زيد بن أسلم أبو عبد الله العدوي العمري مولاهم الإمام الحافظ الفقيه، كان من العلماء العاملين وكان عالمًا بتفسير القرآن الكريم، توفي سنة 136 هـ.

سير أعلام النبلاء (5/ 316) وتهذيب التهذيب (3/ 395) وطبقات المفسرين للداوودي (1/ 182) .

(3) التخويف من النار (ص 200) .

(4) سورة مريم آية (71) .

(5) سورة مريم آية (72) .

(6) صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أصحاب الشجرة (4/ 1942) .

(7) التخويف من النار (ص 194) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام