العلم، وإحياء ما أبادته أيدي الغزاة الغاشمين فقاموا بذلك قيامًا مشكورًا وسعوا إليه سعيًا حميدًا، فكانت حركة إحياء علمية جليلة وكان بينهم في هذا المجال تنافس شديد في ميدان العلم والتعليم.
هذه الأسباب أدت إلى حركة علمية نشطة فانتشرت المدارس العلمية وملئت المساجد بحلقات التدريس بشكل عام.
ومن أبرز هذه المدارس في مصر: المدرسة الناصرية التي أمر بإنشائها السلطان زين الدين كتبغا (1) ولكنه خلع قبل إتمامها وعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون إلى ملك مصر فأمر بإتمامها فتمت سنة 703 هـ (2) .
ومن أبرز المدارس في الشام: المدرسة الشريفية الحنبلية وقفها شيخ الحنابلة بدمشق شرف الإسلام عبد الوهاب (3) بن أبي الفوج الحنبلي الفقيه، وممن درس بهذه المدرسة الحافظ زين الدين بن رجب رحمه الله تعالى (4) .
أما المساجد التي كانت فيها حلقات العلم والتعليم فمن أبرزها:
1 -جامع عمرو بن العاص في مصر وهو أول مسجد أسس بديار
(1) هو كتبغا بن عبد الله المنصوري زين الدين، الملقب بالملك العادل من ملوك المماليك البحرية في مصر والشام، توفي سنة 702 هـ. الأعلام (5/ 219) .
(2) انظر: حسن المحاضرة (2/ 265) وخطط المقريزي (3/ 346) .
(3) العلامة الواعظ شرف الإسلام أبو القاسم عبد الوهاب بن أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي شيخ الحنابلة بالشام بعد والده ورئيسهم، وهو واقف المدرسة الحنبلية بدمشق، توفي سنة 536 هـ.
العبر (2/ 451) وطبقات المفسرين للداوودي (1/ 368) .
(4) انظر: الدارس في تاريخ المدارس (2/ 64) ومنادمة الأطلال (234) .