فهرس الكتاب
الصفحة 372 من 789

الذي يتضمنه حديث عائشة:"من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد" (1) .

الثاني: أن يكون العمل في باطنه يقصد به وجه الله عز وجل كما تضمنه حديث عمر"الأعمال بالنيات" (2) .

وقال الفضيل (3) في قوله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (4) قال: أخلصه وأصوبه، وقال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا، ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا وصوابًا، قال: والخالص إذا كان لله عز وجل، والصواب إذا كان على السنة.

وقد دل على هذا الذي قال الفضيل قوله عز وجل: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} ... (5) (6) .

وقال رحمه الله تعالى:"فكما أن كل عمل لا يراد به الله تعالى فليس لعامله فيه ثواب، فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله، وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله"

(1) أخرجه البخاري: كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور، فالصلح مردود (3/ 167) ومسلم: كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة، ورد محدثات الأمور (3/ 1343) .

(2) أخرجه البخاري: كتاب بدء الوحي، باب كيف بدأ الوحي (1/ 2) ومسلم: كتاب الإمارة، باب قوله - صلى الله عليه وسلم:"إنما الأعمال بالنية" (3/ 1515) .

(3) الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي الخراساني الإمام القدوة الثبت، قال النسائي وغيره: ثقة مأمون رجل صالح، توفي سنة (187) . وفيات الأعيان (4/ 47) وتذكرة الحفاظ (1/ 245) وشذرات الذهب (1/ 361) .

(4) سورة الملك آية (2) .

(5) سورة الكهف آية (110) .

(6) جامع العلوم والحكم (1/ 26، 27) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام