فهرس الكتاب
الصفحة 853 من 1122

وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ [فصلت:47، 48، 49] ، هذه حال الإنسان من حيث هو إنسان، لكن الإيمان يمنع الخصال السيئة المذكورة.

قوله:"منا": أضافه الله إليه; لوضوح كونها من الله، ولتمام منته بها.

قوله: {مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ} أي: أنه لم يذق الرحمة من أول أمره، بل أصيب بضراء; كالفقر وفقد الأولاد وغير ذلك، ثم أذاقه بعد ذلك الرحمة حتى يحس بها وتكون لذتها والسرور بها أعظم مثل الذائق للطعام بعد الجوع.

قوله:"مسته"وهو: أي: أصابته وأثرت فيه.

قوله: {لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} هذا كفر بنعمة الله وإعجاب بالنفس، واللام في قوله:"ليقولن"واقعة في جواب القسم المقدر قبل اللام في قوله:"وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ".

قوله: {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} بعد أن انغمس في الدنيا نسي الآخرة، بخلاف المؤمن إذا أصابته الضراء لجأ إلى الله، ثم إذا كشفها، وجد بعد ذلك لذة وسرورا يشكر الله على ذلك، أما هذا; فقد نسي الآخرة وكفر بها.

قوله: {وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى} [فصلت: من الآية50] (إن) : شرطية وتأتي فيما يمكن وقوعه وفيما لا يمكن وقوعه; كقوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر: من الآية65] ، والمعنى: على فرض أن أرجع إلى الله إن لي عنده للحسنى. والحسنى: اسم تفضيل; أي: الذي هو أحسن من هذا، واللام للتوكيد.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام