وعن عائشة رضي الله عنها; أن رسول الله (قال: (من التمس رضا الله بسخط الناس وأرضى عنه الناس، ومن التمسك رضا الناس بسخط الله; سخط الله عليه وأسخط عليه الناس (رواه ابن حبان في"صحيحه"(1) .
قوله: في حديث عائشة رضي الله عنها: (من التمس رضا الله بسخط الناس (،"التمس": طلب، ومنه قوله (في ليلة القدر: (التمسوها في العشر (( 2) .
وقوله:"رضا الله": أي: أسباب رضاه.
وقوله:"بسخط الناس": الباء للعوض; أي: إنه طلب ما يرضي الله ولو سخط الناس به بدلا من هذا الرضا، وجواب الشرط:"رضي الله عنه وأرضى عنه الناس".
وقوله:"رضي الله عنه وأرضى عنه الناس": هذا ظاهر، فإذا التمس العبد رضا ربه بنية صادقة رضي الله عنه؛ لأنه أكرم من عبده، وأرضى عنه الناس، وذلك بما يلقي في قلوبهم من الرضا عنه ومحبته; لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
قوله: (ومن التمس رضا الناس بسخط الله (،"التمس": طلب; أي: طلب ما يرضي الناس، ولو كان يسخط الله; فنتيجة ذلك أن يعامل بنقيض قصده، لهذا قال:"سخط الله عليه وأسخط عليه الناس"; فألقى في قلوبهم سخطه وكراهيته.
(1) أخرجه ابن حبان بهذا اللفظ (1542) , وأخرجه بنحوه: ابن المبارك في"الزهد" (199) , والترمذي في (الزهد, باب من التمس رضا الله بسخط الناس/7/132) , والبغوي في"شرح السنة" (14/410) , وأبو نعيم في"الحلية" (8/ 118) , وابن حبان (1541) .
(2) أخرجه البخاري في (فضل ليلة القدر, باب تحري ليلة القدر/1/ 64) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.