فهرس الكتاب
الصفحة 450 من 1122

وقوله:"أنبئكم": أي: أخبركم، والاستفهام هنا للتقرير والتشويق، أي: سأقرر عليكم هذا الخبر.

قوله: {بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ} 1 شر: هنا اسم تفضيل، وأصلها أشر لكن حذفت الهمزة تخفيفا لكثرة الاستعمال، ومثلها كلمة خير مخففة من أخير، والناس مخففة من الأناس، وكذا كلمة الله مخففة من الإله.

وقوله:"ذلك"المشار إليه ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه; فإن اليهود يزعمون أنهم هم الذين على الحق، وأنهم خير من الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليسوا على الحق; فقال الله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ}

قوله: {مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ} مثوبة: تمييز لشر; لأن شر اسم تفضيل، وما جاء بعد أفعل التفضيل مبينا له يكون منصوبا على التمييز.

قال ابن مالك:

اسم بمعنى من مبين نكره ... ينصب تمييزا بما قد فسره

إلى أن قال:

والفاعل المعنى انصبَنْ بأفعلا ... مفضلا كأنت أعلى منزلا

والمثوبة: من ثاب يثوب إذا رجع، ويطلق على الجزاء; أي: بشر من ذلك جزاء عند الله.

قوله:"عند الله": أي: في علمه وجزائه عقوبة أو ثوابا.

قوله: {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ} من: اسم موصول خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو من لعنه الله; لأن الاستفهام انتهى عند قوله: {مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ} 2 وجواب الاستفهام: {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ} 3 ولعنه; أي: طرده وأبعده عن رحمته.

1 سورة المائدة آية: 60.

2 سورة المائدة آية: 60.

3 سورة المائدة آية: 60.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام