فهرس الكتاب
الصفحة 441 من 1122

فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم"."

رواه أبو داود بإسناد حسن ورواته ثقات1.

واختلفوا: هل يجوز أن تقول: فلان صلى الله عليه؟ فمن صلى على محمد صلى الله عليه وسلم مرة أثنى الله عليه في الملأ الأعلى عشر مرات، وهذه نعمة كبيرة.

قوله:"فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم": حيث: ظرف مبني على الضم في محل نصب، ويقال فيها: حيث، وحوث، وحاث، لكنها قليلة.

كيف تبلغه الصلاة عليه؟

الجواب: نقول: إذا جاء مثل هذا النص وهو من أمور الغيب; فالواجب أن يقال: الكيف مجهول لا نعلم بأي وسيلة تبلغه، لكن ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم"أن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام"2 فإن صح; فهذه هي الكيفية.

قوله:"رواه أبو داود بإسناد حسن، ورواته ثقات": هذا التعبير من الناحية الاصطلاحية، ظاهره أن بينهما اختلافا، ولكننا نعرف أن الحسن: هو أن يكون الراوي خفيف الضبط; فمعناه أن فيه نوعا من الثقة، فيجمع بين كلام المؤلف رحمه الله وبين ما ذكره عن رواية أبي داود بإسناد حسن:

1 رواه: أحمد (2/367) , وأبو داود (كتاب المناسك, باب زيارة القبور, 2/534) وسكت عنه. وصححه النووي في"الأذكار" (ص 93) , وقال شيخ الإسلام في"الاقتضاء" (ص 321) :"إسناده حسن, ورواته ثقات مشاهير, لكن عبد الله بن نافع الصائغ الفقيه صاحب مالك فيه لين, لا يقدح في حديثه". وحسنه ابن حجر في"تخريج الأذكار"; كما في الفتوحات الربانية" (3/313) ."

2 رواه: أحمد في"المسند" (1/387) , والنسائي (كتاب السهو, باب السلام على النبي صلى الله عليه وسلم, 3/43) وغيرهما من حديث ابن مسعود. وقال ابن القيم في"جلاء الأفهام" (ص 23) :"وهذا إسناد صحيح".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام