فهرس الكتاب
الصفحة 1081 من 1122

أتدري ما الله؟ إن شأن الله أعظم من ذلك، إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه ...""وذكر الحديث. رواه أبو داود1.

التحذير. فعلى معنى أن ويح بمعنى الترحم يكون قوله صلى الله عليه وسلم ترحما لهذا الرجل الذي تكلم بهذا الكلام، كأنه لم يعرف قدر الله.

قوله:"أتدري ما الله": المراد بالاستفهام التعظيم; أي: شأن الله عظيم، ويحتمل أن المعنى: لا تدري ما الله، بل أنت جاهل به; فيكون المراد بالاستفهام النفي.

وقوله:"ما الله": جملة استفهامية معلقة ل"تدري"عن العمل، لأن درى تنصب مفعولين، لكنها تعلق بالاستفهام عن العمل وتكون الجملة في محل نصب سدت مسد مفعولي تدري.

قوله:"إن شأن الله أعظم من ذلك": أي: إن أمر الله وعظمته أعظم مما تصورت حيث جئت بهذا اللفظ.

قوله:"إنه لا يستشفع بالله على أحد": أي: لا يطلب منه أن يكون شفيعا إلى أحد، وذلك لكمال عظمته وكبريائه، وهذا الحديث فيه ضعف، ولكن معناه صحيح، وأنه لا يجوز لأحد أن يقول: نستشفع بالله عليك.

1 أخرجه: البخاري في"التاريخ الكبير" (2/224) , وأبو داود في (السنة, باب في الجهمية, 5/94) , وعثمان الدارمي في"الرد على الجهمية" (ص 24) و"النقض على المريسي" (ص 89, 105) , وابن خزيمة في"التوحيد" (ص 103) , وابن أبي عاصم في"السنة" (575) , ومحمد بن أبي شيبة في"العرش" (11) , والطبراني في"الكبير" (1547) , والدارقطني في"الضعفاء" (38, 39) , والبيهقي في"الأسماء" (417, 418) , والبغوي في"شرح السنة" (1/175, 176) , والمزي في"تهذيب الكمال" (1/ 184, 185) , والذهبي في"العلو" (ص 37- 39) . والحديث استغربه ابن كثير في"تفسيره" (1/ 310) . وفي الحديث عنعنة ابن إسحاق, وجهالة جبير بن محمد; فإنه لم يوثقه غير ابن حبان, وللحافظ ابن عساكر جزء سماه:"بيان وجوه التخليط في حديث الأطيط".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام