بذلت لتحصيلها كل شيء … سوى المال- إني منه عري
وما أنا (في الجمع) كالمصطفى (1) … وما أنا (في الطرح) كالأزهري (2)
ألَا هلْ يراني الرفاق الكرام … أقوم وأقعى على المنبر
وأحمل تلك العصا صولجانًا … وحَمْلُ العصا شيمة المنبري
أصولُ على متنه داعيًا … وأزأر في القوم كالقسور
وأهجم عنهم بوعظي ولا … أميز به جانيًا من بري
لئلا يقالَ امرؤ جاهل … بوضع الحوادث والأعصر
وتُخرج حنجرتي نغمةً … كمجرى الخفيف على البنصر
أباهي الأئمة في زيّهم … بشدّ النطاق على المئزر
وأنضو لثامًا على لحيتي … من الصبغ: زورًا على منكر
فإن المشيب بريد الوقار … لمن كان يعتدّ بالمظهر
وأسمو عليهم بفرط الذكا … وطيب الأرومة والعنصر
وأعبر دونهم بالدها … حدودًا من الْجَاهِ لم تعبر
وعندي أساليب من ذا الدها … إذا نزر الحظ لم تنزر
وأسبر من مدهشات الأمور … شؤونًا على الدهر لم تسبر
واْخبر عنهم بأسرارهم … وما حَالف السعد كالمخبر
هنالك أغدو رئيسًا لهم … بغير انتخاب ولا محضر
ويصبح أمري على جمعهم … كأمر العَريف على العسكر
فيا منيةً نبتتْ في الحشا … بربّك طولي ولا تقصري
فإن الزمان ينيل المنى … على رغم شانئنا الأبتر
تكفل إِلَاهي بتحقيقها … فإنك إن تعطها أشكر
وقُلْ لابن باديس كن آمنًا … بعشّك في الجامع الأخضرِ
قنعتَ بما حُزْتَه من علوم … وطيب الأحاديث كالعنبر
وأضنيتَ نفسكَ في أمّة … وعن وطن كالفلا مُقْفِر
ولم تدرِ أنَّ الهَنَا والوظيف … مع الجهل أحلى من السكر
وأن الخضوع لمُسْتَعْمِرٍ … به الدار إنْ تنهدم تعمر
ذوو الحقّ في الدين حكّامنا … فما لك عن حقّهم تجتري
1)هو الشيخ مصطفى القاسمي.
2)هو الشيخ المولود الحافظي الأزهري.