فهرس الكتاب
الصفحة 873 من 2179

أطعتَ البشير (3) وأعوانه … فخلّوك أعرى من الخنصر

ذوو الحق في الدين حكامنا … فما لك عن حقهم تجتري

ولم أنس لي ليلة بالقصير … وطالع سعدي في المشتري

أكلت بها حزَّة من جزور …، نمت على جانبي الأيسر

إذا هاتف في غضون الدُّجى … كسِرٍّ بطَيِّ الحشا مضمر

يقطل: أيا عاص (4) كن أسودا … وكن أصفرًا شيب بالأحمر

فأوَّلت ترخيمه في النَّدا … بصوتي رخيمًا على المعشر

وأوَّلتها رفعة في المقام … أسود بها الحاسد المفتري

وأوَّلتها خطَّة أرتقي … بها من كبير إلى أكبر

تراقص حولي طيوف المنى … فهن لي بصبح بها مسفر؟

أمَالِكَ رِقِّي تلطَّف بها … فعبدك- إن لم ينلها- خري

وهذي المجالس ما شأنها … تعضُّ بواع ومستظهر

ألم ترَ من حيلتي أَنَّني … بهذي المجالس لم أحضُر

مخافة أن يغضب المستشار … فيمحو وعدي من الدّفتر

ويمناي ما نشطت مرّة … لتنميق سطر ولا أسطر

يسيل لعابي إذا نشروا … أسامي تلمع كالجوهر

ولقِّب ذا بأمير البيان … وهذاك بالكاتب العبقري

وما كنت دون امرئ منهما … ولكن أدور على محور

وأخشى الرّقيب وتضريبه … على اسمي بالمرقم الأحمر

فما عاش من لم يكن مدهنا … ومن لم يصانع ولم يحذر

وأهوى الشِّهاب وتزعجني … شهاب بإحراقه ينبري

وإنّ العدا نحلوني الغداة … سطورًا ببالي لم تخطر

فوافت مع الصّبح مهتاجة … جلاوذة كالدُّبى ينبري

فهذا يصبّ وهذا يشب … وهذا يشاوس عن أخزر

وهذا يساقي وهذا يلاقي … بوجه على الملتقى أمعر

فما زلت معتذرًا حالفًا … لمن لم يقدر ولم يعذر

حلفت لئن رأيت عنوانه … سجّرت به النّار في المجمر

جزاء لما ساق لي من أذى … وما جرّ من تهمة للبري

3)هو الإمام الإبراهمي نفسه.

4)ترخيم لاسم"العاصمي".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام