(هدية إلى حُماة العروبة بالمغرب الأقصى)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
سكتُّ، فقالوا: هدنة من مسالم … وقلت، فقالوا: ثورة من مُحارب
وبينَ اختلاف النطق والسكت للنُّهى … مجال ظنون، واشتباه مسارب
وما أنا إلا البحر: يَلقاك ساكنًا … ويلقاك جيَّاشًا مهولَ الغوارب
وما في سكون البحر منجاة راسب … ولا في ارتجاج البحر عصمة سارب
ولي قلم آليتُ أن لا أمدَّه … بفتل مُوارٍ، أو بختل موارِب
جرى سابقًا في الحقّ ظمآن عائفًا … لأمواه دنياه الثِّرار الزَّغارب (1)
يسدّده عقل رسا فوق رَبْوة … من العمر، روَّاها مَعين التجارب
إذا ما اليراعُ الحُرّ صرَّ صريرُه … نجا الباطل الهاري بمهجة هارب
ومن سيئات الدهر أحلافُ فتنة … وجودُهُمو إحدى الرزايا الكوارب
ومن قلَمي انهلَّت سحائبُ نقمة … عليهم بوَدْقٍ من سمام العقارب
فيا نفسُ لا يقعُد بكِ العجز، وانهَضي … بنصرة إخوان، وغوْثِ أقارب
حرامٌ، قعودُ الحُر عن ذَوْد معتد … رمى كل ذَوْد في البلاد بخارب
وبَسْل (2) ، سكوتُ الحر عن عسف ظالمٍ … رمى كلّ جنب للعباد بضارب
يُسَمِّنُ ذئبَ السُّوء قومي سفاهةً … بما جبَّ منهم من سنامٍ وغارب
وما كان جندُ الله أضعف ناصرًا … ولا سيفُه الماضي كليلَ المضارب
* نشرت في العدد 150 من جريدة «البصائر?» ، 9 أفريل سنة 1951.
1)جمع زغرب: وهو الماء الكثير المستبحر.
2)بسل حرام.