ذُقْنَاكَ لِلتَّمْحِيصِ وَالتَّجْرِيبِ … فَكُنْتَ عَيْنَ الْحَاذِقِ الْأَرِيبِ
وَكُنْتَ فِي التَّشْرِيقِ وَالتَّغْرِيبِ … أَشْطَرَ مِنْ جَمَاعَةِ التَّهْرِيبِ
الْجَلَّالِي: رَمَيْتَنِي بِدَائِكَ الْغَرِيبِ … فَجِئْتَ بِالتَّوبِيخِ وَالتَّثْرِيبِ
وَلَسْتُ عِنْدَ مَا ظَنَنْتَهُ بِيَهْ … وَلَسْتَ مِثْلِي فِي سَدَادِ التَّرْبِيَهْ
الرَّئِيسُ: فَهَلْ ذَكَرْنَا فَضْلَهُ عَلَيْنَا … وَهَلْ شَكَرْنَا بِرَّهُ إِلَيْنَا؟
وَهَلْ وَصَلْنَا رَحِمَ الْأُبُوَّهْ … وَهَلْ سَلَكْنَا مَسْلَكَ الْفُتُوَّهْ؟
وَهَلْ نَهَجْنَا مَنْهَجَ الْوَفَاءَ؟ … (فَإِنَّهُ مِنْ وَاجِبِ الْأَبْنَاءَ)
وَهَلْ عَرَتْنَا الدَّهْرَ أَرْيَحِيَّهْ؟ … تُبْلِغُهُ عَنَّا وَلَوْ تَحِيَّهْ
وَهَلْ كَتَبْنَا مَرَّةً إِلَيْهِ؟ … رِسَالَةً تَنْفِي الْأَسَى عَلَيْهِ
كَلَّا وَلَمْ نَسْتَعْمِلِ الْأَقْدَامَا … فِي شَأْنِهِ يَوْمًا وَلَا الْأَقْلَامَا
فَلَا بِمَكْتُوبٍ أزَلْنَا كُرْبَتَهْ … وَلَا بِوُصْلَةٍ مَسَحْنَا غُرْبَتَهْ
وَلَا كَشَأْنِ الصَّاحِبِ الْأَبَرَّ … جِئْنَا بِمَعْنَى مِنْ مَعَانِي الْبِرِّ
بُوشْمَال: أَهْمِسُ فِي أُذْنِ الرَّئِيسِ هَمْسَهْ ...
الرَّئِيسُ: ... نَقْسِمُهَا لِكُلِّ فَرْدٍ خَمْسَهْ
الْجَنَّانُ: حَافِظْ عَلَى التَّفْخِيمِ فِي حَرْفِ الرَّا…وَحَاذِرِ الثِّيرَانَ أَنْ تَفِرَّا
الْجَلَّالِي: الشَّيْخُ قَدْ تَرَادَفَتْ زَلَّاتُهْ ...
الرَّئِيسُ: ... وَهَكَذَا قَدْ حَنْظَلَتْ نَخْلَاتُهْ
بُوشْمَال: لَا تُحْضِرُوهُ فِي مَقَامَ الْجِدِّ … فَلَسْتُ مِنْكُمْ فِي مَقَامَ الْجَدِّ
وَالجَدُّ جَدُّ أُسْرَةٍ مَشْهُورَهْ … كَانَتْ لَهَا مَآثِرٌ مَأْثُورَهْ
وَالْجَدُّ مَالٌ لَيْسَ لِي مِنْهُ نَقِيرْ … وَالجَدُّ حَظٌ وَأَنَا مِنْهُ فَقِيرْ
وَجُدَّةٌ بِالضَّمِّ فَرْضَةُ الْحِجَازْ … وَإنْ حَجَجْتَ فَلْيَكُنْ مِنْهَا الْمَجَازْ
الرَّئِيسُ: وَهَكَذَا يَصْرِفُنَا الْأُسْتَاذُ عَنْ … مَقْصُودِنَا (وَهْوَ الْعَلَامَةُ الْمِفَنْ)
الْجَلَّالِي: أَوْسَعْتَنَا يَا شَيْخُ سُخْفًا وَعَبَثْ … لَأَنْفِيَنَّكَ كَمَا يُنْفَى الْخَبَثْ
الْجَنَّانُ: النَّفْيُ خَيرٌ أُحْمَلَنْ عَلَيْهِ … مِنْ غَرَضٍ تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ
وَلَيْسَ فِيهِ لَكُمُ مِنْ مَنْفَعَهْ … وَقَدْ يُعِيدُهَا عَلَيْكُمْ جَذَعَهْ
(الْمَشْهَدُ الْأَخِيرُ: الْجَمَاعَةُ كُلُّهُمْ جَالِسُونَ وَابْنُ الْعَابِدِ وَاقِفٌ يُدَافِعُ عَنْ نَفْسِهِ) .
كَلَامُكُمْ يَا حَضْرَةَ الْمُدِيرِ … لَيْسَ لَهُ حَظٌّ مِنَ التَّقْدِيرِ
لَوْ كَانَ لِلْكَلَامِ لَوْنٌ يُبْصَرُ … لَكانَ فِي لَوْنِ السَّوَادِ يُحْصَرُ