فهرس الكتاب
الصفحة 50 من 54

فحرّفه أهل البدع وسلبوا عن الله تعالى صفات الكمال وشبهوه بالمعدومات والناقصات تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.

وهؤلاء يجب هجرهم ومنابذتهم ومقاطعتهم والتحذير من مجالستهم، وفي الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت:"تلا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هذه الآية: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَاوِيلِهِ) إلى قوله: (أُوْلُوا الألْبَابِ) قالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:"فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم"."

ومن صفات أهل البدع اتباع المتشابه وترك المحكم.

وقد قال أيوب:"لا أعلم اليوم أحداً من أهل الأهواء يخاصم إلا بالمتشابه". رواه ابن بطة في الإبانة (ج 2/ 501) .

وروى الدارمي في سننه (ج 1/ 108) والآجري في الشريعة (56) وغيرهما عن أبي قلابة قال:"لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسكوهم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون".

وقال الحسن:"لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب". رواه ابن بطة (ج 2/ 438) .

وقال مجاهد:"لا تجالسوا أهل الأهواء فإن لهم عرة كعرة الجرب". رواه ابن بطة (2 - 443 - الإبانة"."

وقيل للأوزاعي إن رجلاً يقول: أنا أجالس أهل السنة وأجالس أهل البدع فقال الأوزاعي: هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل". رواه ابن بطة (ج 2/ 456) ."

وقال الإمام البربهاري في كتاب السنة ص"54":"وإذا رأيت الرجل يجلس مع أهل الأهواء فاحذره واعرفه فإن جلس معه بعدما علم فاتقه فإنه صاحب هوى".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام