فهرس الكتاب
الصفحة 23 من 54

فصل

قال السقاف:"وقال ابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية (ج 1/ 34) عقب هذا الحديث: -يعني حديث رأيت ربي في أحسن صورة -أصل هذا الحديث وطرقه مضطربة، قال الدارقطني كل أسانيده مضطربة ليس فيها صحيح". اهـ. قلت: والمضطرب من أقسام الضعيف كما هو معلوم.

أقول. لا يخفى أن الاضطراب من أقسام الضعيف ولكن الشان صحة دعوى الاضطراب فما كل دعوى تقابل بالتسليم كما أنها أيضاً لا تقابل بالرد.

إنما توزن بالموازين الشرعية فإن صحت قبلت وإلا ردت على قائلها.

ونقل السقاف عن ابن الجوزي بأنه قال:"أصل هذا الحديث وطرقه مضطربة".

تعميم وتلبيس لأن ابن الجوزي إنما عنى حديث معاذ ورجح أنه مضطرب.

والدليل على ذلك أن ابن الجوزي في العلل المتناهية (ج 1/ 34) في نفس المجلد والصفحة التي نقل عنه السقاف أنه قال بالاضطراب.

حسّن حديث ابن عباس وعزاه للإمام أحمد وقد تقدم فدل ذلك على أن ابن الجوزي يقصد بالاضطراب حديث معاذ لا جميع طرق الحديث، وهذا بين ولكن كتمه وجحده السقاف وقد تقدم تصحيح حديث معاذ ورد دعوى الاضطراب.

وأما قوله: قال الدارقطني:"كل أسانيده مضطربة ليس فيها صحيح".

فأقول: نص عبارة الدارقطني كما في العلل (ج 6/ 57) [ليس فيها صحيح وكلها مضطربة] .

والدارقطني رحمه الله عنى بقوله:"ليس في صحيح وكلها مضطربة"أي الطرق التي ذكرها وساقها وبين عللها على حد اجتهاده.

ولم يذكر رحمه الله فيها حديث ابن عباس ولا حديث جابر بن سمرة ولا كثيراً من الطرق التي تقدم ذكرها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام