فهرس الكتاب
الصفحة 41 من 54

فصل

قال السقاف متابعاً كلامه في إثبات النكارات على حد زعمه في متن حديث الصورة قال:"إثبات الكف هنا إثبات جارحة لله تعالى. ويبعد تأويلها بالقدرة لأن قدرة الله عز وجل شاملة لجسد رسول الله، صلى الله عليه وسلم الشريف، وإثبات أنه وجد برد كف الله تعالى عن ذلك بين ثدييه صلى الله عليه وسلم، يبعد التأويل بالقدرة ويؤكد وضع الحديث لا سيما وأن الحفاظ كالذهبي قالوا عنه منكر لأجل هذه الألفاظ وأشباهها ..".

أقول:

تقدم غير مرة أن السلف لا يصفون الله تعالى إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله، صلى الله عليه وسلم، مما صحت به الأحاديث.

وتقدم أن حديث: رأيت ربي في أحسن صورة ..."حديث صحيح، وفيه إثبات الكف لله تعالى كما في حديث معاذ الذي صححه الترمذي والإمام البخاري رحمهما الله."

وأهل السنة يثبتونه إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل لأن الله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) . لا في ذاته ولا في أفعاله ولا في صفاته (وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) . وقد صح إثبات صفة الكف لله تعالى في حديث أبي هريرة رضي الله عنه المخرج في صحيح مسلم رقم:"1014"قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:"ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله"فقوله:"في كف الرحمن"دليل على إثبات صفة الكف لله تعالى.

وقد جاء أيضاً إثبات صفة الكف لله تعالى في غير ما تقدم، فقد روى الإمام أحمد (ج 3/ 165) وعبد الرزاق (ج 11/ 286) وابن أبي عاصم (ج 1/ 262) وأبو بكر بن سليمان السجستاني في كتاب البعث ص"92"والبغوي في شرح السنة (ج 15/ 163) وغيرهم من طريق معمر عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:"إن الله عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي أربعمائة ألف، فقال أبو بكر زدنا يا رسول الله، قال: وهكذا وجمع كفه قال: زدنا يا رسول الله، قال: وهكذا، فقال عمر حسبك يا أبا بكر، فقال أبو بكر: دعني يا عمر وما عليك أن يدخلنا الله عز وجل الجنة كلنا. فقال عمر: إن الله عز وجل إن شاء أدخل خلقه الجنة بكف واحد، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: صدق عمر".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام