فقوله:"بكف واحد"في إثبات الكف لله تعالى. وليس في إثبات الكف لله تعالى ما ينكر فإن إثبات الكف لله تعالى كإثبات سائر صفاته من السمع والبصر واليدين والقدم والأصبع ونحو ذلك مما ذكره الله تعالى في كتابه أو صحت به السنة.
ومن نفى صفة عن الله تعالى لا بد أن يقيم حججاً وبراهين على نفيه وإلا كان من القائلين على الله ما لا يعلمون وهذا من أعظم الضلال بل هو أصل الضلال. قال تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) . وقال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) . [سورة الأعراف: 33] .
والسقاف لم يبد أدلة ويظهر حججاً على نفي الكف عن الله تعالى سوى القول بأن ذلك"إثبات جارحة لله".
والقول:"بأنه حديث موضوع وأن الذهبي قال عنه منكر". وقد تقدم غير مرة إبطال دعواه وحكمه على الحديث بالوضع وأنه لم يأت بالأدلة على ذلك سوى إطلاق القول على عواهنه.
وأما قول الذهبي عنه بأنه منكر فقد تقدم أنه لم يقل ذلك وإنما عنى حديثاً آخر كما سبق إيضاحه.
وأما قول السقاف:"إثبات الكف إثبات جارحة لله تعالى".
فأقول: هذا قول من لا يفهم من صفات الخالق إلا ما يفهمه من صفات المخلوق، وهذا من الباطل الذي لا يروج على أهل العلم والإيمان وإن راج على أهل الزيغ والإلحاد الذين اعتاضوا عن كلام الله وكلام رسوله، صلى الله عليه وسلم، بكلام أهل البدع الذين يلبسون على الناس بكلام مشتبه.
والكلام في الجارحة في صفات الخالق جل وعلا من الكلام المبتدع لأنه لم يرد في كتاب الله ولا في سنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، ولم يتكلم بذلك الصحابة الذين هم خير الناس علماً وعملاً وحسب المسلم أن يقف حيث وقف الصحابة فإنهم أحرص الناس على الخير.
ولا يحدث في دين الله ما ليس منه خصوصاً أن مثل هذا اللفظ لفظ مجمل يحتمل حقاً ويحتمل باطلاً.