فهرس الكتاب
الصفحة 3 من 54

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فقد وقفت على رسالة اسمها:"أقوال الحفاظ المنثورة لبيان وضع حديث:"رأيت ربي في أحسن صورة". وهذه الرسالة مطبوعة مع كتاب ابن الجوزي"دفع شبه التشبيه" [1] وتقع الرسالة في آخر الكتاب، وكاتبها اسمه: حسن السقاف، وهو معروف في الانتصار لمذهب النفاة الجهمية، وقد بينت شيئاً من انحرافه في كتابي"الكشاف عن ضلالات حسن السقاف"، وقد وقع السقاف في رسالته المذكورة في خلط عجيب وكذب في النقل وتلبيس وتدليس لا ينفق إلا على الجهلة وأهل الأهواء."

وقد خلط السقاف بين حديثين الأول:"حديث رأيت ربي في أحسن صورة قال فيما يختصم الملأ الأعلى ...".

والثاني:"حديث رأيت ربي جعداً أمرد".. الحديث.

وجعلهما السقاف حديثاً واحداً وصب السقاف ما وقف عليه من الجرح في الحديث الثاني على الأول تلبيساً وتدليساً وهذا من أعظم الكذب في النقل والكذب من صفات المنافقين.

وما حمل السقاف على الكتابة في تضعيف الحديث معرفته بصناعة الحديث وحرصه على الدفاع عن سنة سيد الأولين والآخرين، فإن أهل الحديث الذين هم أهله لا يكذبون لترويج ما عندهم، والحريص على الدفاع عن سنة النبي، صلى الله عليه وسلم، يتحرّى الصدق في قوله وفعله.

ولكن ما حمل السقاف على تضعيف الحديث إلا اعتقاده أن الصورة لا تثبت لله تعالى وأن إثباتها لله تعالى محال، وبرهان على ذلك دعواه إجماع أهل السنة على استحالة الصورة لله كما نقل ذلك عن الأشعري عبد القاهر البغدادي في كتابه"الفرق بين الفِرَق".

(1) - وقد كتبت عليه ولله الحمد والمنة نقضاً اسمه [إتحاف أهل الفضل والإنصاف بنقض كتاب ابن الجوزي دفع شبه التشبيه وتعليقات السقاف] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام