ولكن قال الترمذي:"وقد ذكروا بين أبي قلابة وبين ابن عباس في هذا الحديث رجلاً ثم ساقه بسنده من طريق قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس به، وسنده صحيح لولا عنعنة قتادة فإنه مدلس ولم يصرح بالسماع ولا يقبل حديثه حتى يصرح بالسماع إلا ما كان من رواية شعبة عنه [1] ، وقد توبع قتادة في الرواية عن أبي قلابة تابعه أيوب كما عند الآجري في الشريعة"ص 496"فانتفت شبهة تدليس قتادة، ولكن الراوي عن أيوب عباد بن منصور البصري فيه كلام، قال أبو زرعة: لين."
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث يكتب حديثه.
وقال ابن معين: ليس بالقوي، ومثله عن الدارقطني.
وقال أحمد: كانت أحاديثه منكرة، وكان قدريًّا، وكان يدلس.
وقال يحيى القطان: ثقة لا ينبغي أن يترك حديثه لرأي أخطأ فيه -يعني القدر-.
وقال ابن حجر: صدوق رمي بالقدر وكان يدلس وتغير بآخره. والأظهر أن متابعته لا تقبل لضعف فيه فعليه يكون الحديث من رواية ابن عباس ضعيفاً.
وأما حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه فرواه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده (ج 5/ 243) ، والترمذي (ج 5/ 343) ، والدارقطني رحمه الله في كتاب الرؤية ص"312"، وابن خزيمة في التوحيد (ج 2/ 540 - 541 - 542) ، وغيرهم من طريق جهضم بن عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي أنه حدثه عن مالك بن يخامر السكسكي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: احتبس عنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس، فخرج سريعاً فثوّب بالصلاة فصلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وتجوّز في صلاته فلما سلم دعا بصوته قال لنا: على مصافكم كما أنتم ثم انفتل إلينا ثم قال: أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، إني قمت من الليل فتوضأت وصليت ما قدِّر لي فنعسْتُ في صلاتي حتى استثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال: يا محمد، قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟
(1) - إذا كان حديث قتادة من طريق شعبة فإنه مقبول ولو كان معنعاً لأن شعبة رحمه الله لا يروي عن قتادة إلا ما علم أنه سمعه من شيخه وقد قال شعبة. كنت أتفقد الله لا يروي عن قتادة إلا ما علم أنه سمعه من شيخه وقد قال شعبة. كنت أتفقد فم قتادة فإذا قال: ثنا وسمعت حفظته وإذا قال حدث فلان تركته"وانظر تعريف أهل التقديس لابن حجر آخر ورقة من الكتاب."