فهرس الكتاب
الصفحة 31 من 54

وقال شعبة:"ما شفاني أحد في الحديث ما شفاني الأعمش".

وقال عبد الله بن داود الخريبي:"كان شعبة إذا ذكر الأعمش قال: المصحف المصحف".

وقال عمرو بن علي:"كان الأعمش يسمى المصحف لصدقه" [1] .

وكلام العلماء كثير في وصفهم للأعمش بالحفظ والاتقان وحسبك في ذلك شهادة ابن عيينة وشعبة وهما هما في العلم والمعرفة، ومخالفة الثوري مع أنه ثقة ثبت للأعمش لا تعل الحديث، وليس بمثل هذا تعل الأحاديث، وقد صحح طريق الأعمش أحمد بن حنبل وإسحاق وحسبك بهما في معرفة العلل والرجال.

وأعل ابن خزيمة رحمه الله هذا الحديث أيضاً بعنعنة حبيب بن أبي ثابت لأنه مدلس ولم يصرح بالسماع من عطاء.

ويجاب عن هذه العلة بأن الحديث جاء من وجه آخر يعضده ويقويه ويدل على أن الحديث محفوظ.

فعند ابن أبي عاصم في السنة (ج 1/ 230) من طريق ابن لهيعة عن أبي يونس سليم بن جبير عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:"من قاتل فليجتنب الوجه فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن". ورواه الدارقطني في الصفات ص"65"من طريق ابن لهيعة عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً به.

وليس في الطريق من يضعف سوى ابن لهيعة.

وقد قال حنبل بن إسحاق سمعت أبا عبد الله يقول:"ما حديث ابن لهيعة بحجة وإني لأكتب كثيراً مما أكتب أعتبر به وهو يقوي بعضه ببعض" [2] .

وحديثه هنا إنما ذكر شاهداً لا أصلاً، ورواية العبادلة الثلاثة وهم عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن يزيد المقري وعبد الله بن وهب عن ابن لهيعة لا بأس بها وهي أعدل وأقوى من غيرها.

(1) - انظر تهذيب التهذيب ج 4/ 195 - 196.

(2) - انظر تهذيب الكمال [15/ 493] وتهذيب التهذيب [5/ 329] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام