فهرس الكتاب
الصفحة 11 من 54

صورة شاباً موفوراً رجلاه في محصر عليه نعلان من ذهب. ولم يقف السقاف عند حد الكذب على ابن الجوزي حتى لا ينكشف أمره بل كذب أيضاً على السيوطي وقال:"أورده الحافظ السيوطي في كتابه اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" (1/ 31) ، وذكر أن في سنده حماد بن سلمة.

وبالرجوع إلى كلام السيوطي يتبين أن السقاف كذب عليه ولم يعلّ السيوطي الحديث بحماد بل ساقه ولم يتعقب سنده بشيء.

هذا وليعلم أيضاً أن كلام الذهبي في الميزان (ج 1/ 594) وفي سير أعلام النبلاء (ج 10/ 113) كله على حديث:"رأيت ربي جعداً أمرد عليه حلة خضراء". وهو الذي قال عنه الذهبي وهو بتمامه في تأليف البيهقي وهو خبر منكر.

ولم يتعرض الذهبي رحمه الله للحديث الذي أثبتنا صحته فيما تقدم ولم يضعفه كما يدعيه السقاف.

وأما قول السقاف: قال الإمام الحافظ البيهقي في كتابه الأسماء والصفات:"وقد رُوي من وجه آخر وكلها ضعيف"اهـ.

قلت -أي السقاف-:"وهذا تصريح من البيهقي بضعف طرق هذا الحديث". وقول الذهبي معه بأنه منكر مع إيراد الحافظ السيوطي وابن الجوزي له في الموضوعات.

فأقول: السقاف لا يزال يكذب في النقل كي يروّج باطله وأنى له ذلك فيما نقله السقاف عن البيهقي حجة عليه لا له، ولكنه بتره وأخذ ما يؤيِّد دعواه وترك تكملة الكلام.

وأنا أنقل كلام البيهقي بحروفه ليتبين كذب السقاف وعدم أمانته.

قال البيهقي في الأسماء والصفات (ج 2/ 24) :"وقد روي من وجه آخر وكلهم ضعيف وأحسن طريق فيه رواية جهضم بن عبد الله ثم رواية موسى بن خلف وفيهما ما دل على أن ذلك كان في النوم". فهذا كلام البيهقي بحروفه.

فقول السقاف انتهى كلامه عند نقله كلمة"ضعيف"تلبيس في النقل ثم لو فرضنا أن البيهقي ضعف الحديث فليس قوله حجة على غيره فقد صحح الحديث البخاري والترمذي وقوّاه أحمد وهم أعلم من البيهقي. هذا إن كان الاحتجاج بقول فلان وفلان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام