وسنده حسن لذاته فإن إبراهيم بن طهمان وما قبله ثقات.
وأما سماك بن حرب فقد تكلم فيه بعضهم ووثّقه آخرون [1] ، والأظهر أنه حسن الحديث إلا في روايته عن عكرمة فقد تكلم فيها قال يعقوب بن شيبة: قلت لابن المديني: رواية سماك عن عكرمة فقال: مضطربة [2] .
ومن شواهد الحديث أيضاً: ما رواه ابن أبي عاصم في السنة (ج 1/ 203) والدارقطني في الرؤية ص"333"وغيرهما من طريق ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:"رأيت ربي عز وجل في أحسن صورة ...". الحديث.
وليث بن أبي سليم ضعيف الحديث فإنه قد اختلط.
وعبد الرحمن بن سابط قال يحيى لم يسمع من أبي أمامة، فالسند ضعيف والحديث صحيح.
وللحديث أيضاً شواهد غير ما ذكرنا، فالحديث ثابت من رواية جابر بن سمرة ومعاذ بن جبل وعبد الرحمن بن عائش وصححه البخاري والترمذي من حديث معاذ وقوّاه الإمام أحمد رحمه الله فيما نقله عنه ابن عدي فيما تقدم، ومنه يتبين أن الترمذي رحمه الله لم يتفرّد بتصحيح الحديث كما يوهمه كلام السقاف فقد وافقه البخاري والتحقيق العلمي يقتضي صحة الحديث وثبوته.
وقول السقاف إن الترمذي متساهل في التصحيح والتحسين قول غير صحيح، وسيأتي إن شاء الله رده وإبطاله.
وقد ذكرت فيما سبق أن السقاف لبس في هذا الحديث ليوهم الخلق أنه ضعيف أو موضوع وخلطه بحديث:"رأيت ربي في صورة شاب أمرد ..". يدل على ذلك أنه عزا حديث:"رأيت ربي في أحسن صورة ...". وهو حديث صحيح إلى ابن الجوزي في الموضوعات ج 1/ 125.
وابن الجوزي في الموضوعات في نفس الصفحة التي ذكر السقاف عن ابن الجوزي ذكر حديث أم الطفيل أنها سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يذكر أنه رأى ربه تعالى في المنام في أحسن
(1) - انظر ترجمته في تهذيب الكمال [12/ 115 - 121] .
(2) - انظر تهذيب التهذيب [4/ 204] وسير أعلام النبلاء [5/ 247] .