أختم هذا البحث بأبيات من الكافية الشافية في الإنتصار للفرقة الناجية للإمام إبن القيّم رحمه الله:
يا ناصر الإسلام و السنن الّتي ... جاءت عن المبعوث بالقرآن ...
يا من هو الحق المبين و قوله ... و لقاؤه و رسوله ببيان ...
أشرح لدينك صدر كلّ موحّد ... شرحا ينال به ذرا الإيمان ...
و اجعله مؤتما بوحيك لا بما ... قد قاله ذو الإفك و البهتان ...
و انصر به حزب الهدى و اكبت ... به حزب الضلال و شيعة الشيطان ...
و أنعش به من قصده إحياءه ... و اعصمه من كيد امرئ فتان ...
و اضرب بحقك عنق أهل الزيغ ... و التبديل و التكذيب و الطغيان ...
فوحق نعمتك الّتي أوليتني ... و جعلت قلبي واعي القرآن ...
و كتبت في قلبي متابعة الهدى ... فقرأت فيه أسطر الإيمان ...
و نشلتني من حبّ أصحاب الهوى ... بحبائل من محكم الفرقان ...
و جعلت شِربي المنهل العذب الّذي ... هو رأس ماء الوارد الظمآن ...
و عصمتني من شرب سفل الماء ... تحت نجاسة الآراء و الأذهان ...
و حفظتني ممّا ابتليت به الأُلى ... حكموا عليك بشرعة البهتان ...
نبذوا كتابك من وراء ظهورهم ... و تمسّكوا بزخارف الهذيان ...
و أريتني البدع المضلّة كيف ... يُلقييها مزخرفة إلى الإنسان ...
شيطانه فيظل ينقشها له ... نقش المشبه صورة بدهان ...
فيظنها المغرور حقا و هي ... في التحقيق مثل اللال في القيعان ...
لأجاهدن عداك ما أبقيتني ... و لأجعلن قتالهم ديداني ...
و لأفضحنّهم على روس الملا ... و لأفرين أديمهم بلساني ...
و لأكشفن سرائر خفيت على ... ضعفاء خلقك منهم ببيان ...
و لأتبعنهم إلى حيث إنتهوا ... حتّى يقال أبعد عبادان ...
و لأرجمنّهم بأعلام الهدى ... رجم المريد بثاقب الشهبان ...
و لأقعدن لهم مراصد كيدهم ... و لأحصرنهم بكلّ مكان