الصفحة 96 من 101

أوّلا فيما يتعلّق بمسائل الإيمان:

-الإيمان شرعا هو حقيقة مركّبة من قول القلب و اللّسان، و عمل القلب و الجوارح، بحيث يكون فقدان أحدها بالكلية، نفيا للحقيقة ذاتها، فالأعمال ركن من أركان الإيمان هذا بإجماع السلف كما حكى ذلك الإمام الشافعي؛ و هذا خلاف ما ذهب إليه كلّ طوائف الإرجاء حيث إتّفقوا على إخراج الأعمال عن مسمّى الإيمان، و بالتالي عندهم أنّ الإيمان لا يتأثر بترك جنس الأعمال.

-و الإيمان يتبعض يزيد بالطاعة و ينقص بتركها هذا من حيث الإجمال.

أمّا من حيث التفصيل، فللإيمان شعب منها ماهو من أصل الإيمان لا يتحقق إلاّ بها ولا يستحق مدّعيه مطلق الإسلام بدونها، و منها ما هو من كماله الواجب لا يستحق الإسم المطلق بدونها، و منها ما هو من كماله المستحب يرتقي صاحبها إلى أعلى درجاته؛ و على وفق هذا يتفاوت الناس في إيمانهم؛ و هذا بخلاف كلّ الطوائف سواء المرجئة أو الخوارج أو المعتزلة إذ إتفقوا جميعا أنّ الإيمان لا يتبعض لا يزيد و لا ينقص، و لا يتفاضل أهله، فكان من ثمرة ذلك أنّ الإيمان إذا ذهب بعضه ذهب كلّه كما هو مذهب الخوارج، أو أنّهم أخرجوا الأعمال عن مسمّى الإيمان وبالتالي لا يؤثر ترك الأعمال في الإيمان كما هو مذهب المرجئة.

و هو كذلك خلاف ما ذهب إليه الأشاعرة القائلون بأنّ التفاضل و الزيادة و النقص هو في ثمرات الإيمان لا في الإيمان الّذي محلّه القلب.

-أمّا علاقة الإيمان مع الإسلام: أنّهما إذا إجتمعا في المبنى إفترقا في المعنى، و صار الإسلام الّذي هو عمل الظاهر لازم للإيمان الّذي هو عمل الباطن.

و إذا إفترقا في المبنى إجتمعا في المعنى، و صار الإسلام جزء من الإيمان و العكس.

فلا يصح إسلام المرء إلاّ بإيمان، و لا يصح إيمانه إلاّ بإسلام.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام