الصفحة 34 من 101

* أصناف الناس:

قال الإمام ابن كثير في تفسيره لقول الله تعالى:"ثمّ أورثنا الكتاب الذي اصطفيناه من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل العظيم"فاطر {32} .

قال رحمه الله: ثمّ قسمهم [أي القائمين بالكتاب العظيم] إلى ثلاثة أنواع منهم ظالم لنفسه هو المفرط في فعل بعض الواجبات المرتكب لبض المحرمات، ومنهم المقتصد وهو المؤدي للواجبات و التارك للمحرمات وقد يترك المستحبات ويفعل بعض المكروهات، ومنهم سابق بالخيرات، وهو الفاعل للواجبات والمستحبات التارك للمحرمات والمكروهات وبعض المباحات إنتهى.

فأين نضع التارك لكلّ الواجبات؟!

روى ابن شيبة في كتابه الإيمان بسند صحيح إلى أبي قلابة أنّه قال حدثني الرسول الّذي سأل عبد الله بن مسعود فقال أنشدك بالله أتعلم أنّ النّاس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أصناف:

"- مؤمن السريرة، مؤمن العلانية"

-كافر السريرة، كافر العلانية

-مؤمن العلانية، كافر السريرة.""

فقال عبد الله: اللهم! نعم.

وعلى هذا قال الخطابي كما نقله البغوي [1] : قد يكون المرء مستسلما في الظاهر غير منقاد في الباطن، ولا يكون صادق الباطن غير منقاد الظاهر إنتهى.

روى اللالكائي [2] : أنّ أبا الثور قال ملزما المرجئة: أرأيتم أنّ رجلا قال: أعمل ما أمر الله به ولا أقر به، أيكون مؤمنا؟، فقالوا: لا.

قيل لهم: فإن قال: أقر بجميع ما أمر الله به ولا أعمل منه شيئا، أيكون مؤمنا؟ فإن قالوا نعم، قيل لهم ما الفرق، وقد زعمتم أنّ الله عزوجل أراد الأمرين جميعا، فإن جاز أن يكون بأحدهما مؤمنا إذا ترك الآخر جاز أن يكون مؤمنا إذا عمل ولم يقر لا فرق بين ذلك. إنتهى

(1) - شرح السنة {1/ 11}

(2) - أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة {3/ 85}

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام