قال [1] الشيخ أبو بصير: فمن صدق في حبه لله - عز وجل - ظهر أثر ذلك ولا بد في انقياد الجوارح الظاهرة للأوامر الشرعية؛ فعلى قدر المحبة القلبية قوّة وضعفاً يكون الانقياد، وتكون المتابعة الظاهرة لهدي الشريعة المحمدية .. قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:"ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه، ألا وهي القلب"البخاري.
قال الشيخ أبو بصير: فالحديث له منطوق ومفهوم كلاهما دل عليهما الحديث؛ أمّا المنطوق فهو أن صلاح الظاهر وكذلك فساده ناتج عن صلاح القلب أو فساده.
وأمّا المفهوم: فإنّ صلاح الظاهر هو دليل صادق على صلاح الباطن، وكذلك فساد الظاهر يعتبر دليلاً على فساد الباطن.
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: إنّ الله لا ينظر إلى أجسادكم و لا إلى صوركم، و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم.
قال [2] الشيخ الألباني معلّقا على الحديث: ... و الحقيقة أنّه لا يمكن تصوّر صلاح القلوب إلاّ بصلاح الأعمال، و لا صلاح الأعمال إلاّ بصلاح القلوب. إنتهى
يؤكّده، ما رواه الشيخان عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: لتسوّن صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين وجوهكم.
قال الشيخ الألباني: وجوهكم أي قلوبكم.
يدلّ عليه ما رواه أبو داود في سننه، عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله عليه الصّلاة و السّلام يتخلّل الصفّ من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا و مناكبنا و يقول: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم.
(1) - قواعد التكفير (ص: 133)
(2) - مقدّمة رياض الصّالحين (ص: 15)