الصفحة 73 من 101

بل يجب أن يعاملوا معاملة الكفار حتّى يتوبوا إلى الله من ذلك ... قال تعالى في النصارى:"قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا و هم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا".إنتهى

و ما يجب مراعاته كذلك: إختلاف الحكم حسب البيئة:"إنّ قيام الحجة يشترط فيمن كان قريب عهد بالإسلام، أو فيمن نشأ ببادية بعيدة، أو في بلد قد إندرست فيه تعاليم الإسلام، هذا إذا كان الأمر الشرعي الذي أنكره المعين ظاهرا علمه، لا يخفى على أحد غالبا، كالصلاة مثلا."

ولا يشترط ذلك فيمن نشأ ببلد علم، وأمور الشرع منتشرة مشهورة فيه بين الناس عاميهم وعالمهم.

أمّا إذا كان هذا الأمر الشرعي خفيا، أو كانت أدلته غير ظاهرة فيشترط قيام الحجة فيه على كلّ حال" [1] ."

قال [2] العلامة عبد اللطيف: إنّ ابن تيمية في المسائل الظاهرة الجلية أو ما يُعلم من الدّين بالضرورة فهذا لا يتوقف في كفر قائله [3] أمّا المسائل التي قد يخفى دليلها كمسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك ممّا قاله أهل الأهواء فهنا لا يكفر إلاّ بعد قيام الحجة. إنتهى [4]

(1) - منهج ابن تيمية في مسألة التكفير {1/ 225} .

(2) - منهاج التأسيس، ص: 101

(3) - مثل ما جاء عنه في مجموع الفتاوى" (1/ 124) :"فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار؛ مثل أن يسألهم: غفران الذنب، هداية القلوب، وتفريج الكروب، وسد الفاقات؛ فهو كافر بإجماع المسلمين .. إه

(4) - و هنا يعلم مراد الإمام الذهبي من كلامه الّذي نقله الحلبي و هو في كتابه مختصر العلو (ص: 232) في الذين أنكروا الصفات إنّما يكفر بعد علمه بحكمه ثمّ جحده له، أنّ ذلك في المسائل الخفية، و يؤكّد هذا التوجيه ما نقله الإمام الذهبي نفسه في نفس الكتاب، (ص: 177) ، عن الإمام الشافعي أنّه قال: لله تعالى أسماء و صفات لا يسع أحدا قامت عليه الحجّة ردّها، فإن خالف بعد ثبوت الحجّة عليه فهو كافر، فأمّا قبل ثبوت الحجّة عليه فمعذور بالجهل لأنّ علم ذلك لا يدرك بالعقل و لا بالرّوية و الفكر. إه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام