وقال [1] النووي: والأفعال الموجبة للكفر هي التي تصدر عن عمد وإستهزاء بالدّين صريح. إنتهى.
\. ويدخل في هذا التأويل: و هذا على حسب المسألة المجتهد فيها، وعلى حسب المجتهد كذلك.
أمّا عن المجتهد: - أن يكون قصده متابعة النبيّ صلى الله عليه وسلم
-وأن يستفرغ وسعه في طلب الحق
أمّا عن المسألة فلابدّ من التفريق بين التأويل السائغ الذي نشأ عن عدم فهم دلالة النص، أو ظن غير الدليل دليلا أو غير ذلك، وبين التأويل الغير السائغ الناشئ عن محض الرأي والهوى دون إستناد إلى دليل شرعي، ولا هو بمستساغ في لغة العرب.
قال [2] الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: و لا ريب أنّ الكفر ينافي الإيمان و يبطله و يحبط الأعمال بالكتاب و السنّة و إجماع المسلمين.
قال تعالى:"و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله و هو في الآخرة من الخاسرين"... و كلّ كافر قد أخطأ و المشركون لا بدّ لهم من تأويلات و يعتقدون أنّ شركهم بالصّالحين تعظيم لهم فلم يعذروا بذلك الخطأ، و لا بذلك التأويل بل قال تعالى:
"و الّذين إتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلاّ ليقرّبونا إلى الله زلفى إنّ الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إنّ الله لا يهدي من هو كاذب كفار"... قد بيّن الله في كتابه أنّ بعض المشركين جهال مقلّدون فلم يُرفع عنهم عقاب الله بجهلهم كما قال تعالى:"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ". إنتهى
قال [3] إسحاق بن راهويه: وقد أجمع العلماء أن من دفع شيئا أنزله الله وهو مقر بما أنزل الله أنه كافر.
وفسر هذا الكلام عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في كتابه المكفرات الواقعة فقال: ومعنى قول إسحاق أن يدفع أو يرد شيئا ممّا أنزل الله في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الفرائض أو الواجبات أو المسنونات أو المستحبات بعد أن يعرف أنّ الله أنزله في كتابه أو أمر به رسوله أو نهى عنه ثمّ دفعه بعد ذلك فهو كافر مرتد وإن كان مقرا بكلّ ما أنزل الله من الشرع إلاّ ما دفعه وأنكره لمخالفته لهواه أو
(1) - روضة الطالبين {10/ 64}
(2) - الدرر السنية 11/ 478 - 479، بواسطة التبيان للشيخ الخالدي
(3) - التمهيد 4/ 226