الصفحة 63 من 101

* كفر الشك والريب وهذا ينافي اليقين ويناقض حقيقة الإسلام و أصله، قال تعالى:"ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة، ولإن رددت إلى ربي لأجده خيرا منها منقلبا، قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا، لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا"الكهف [35 - 38]

* كفر النفاق، قال تعالى:"إنّ المنافقين في الدرك الأسفل من النار"النساء [67]

ب- والنوع الثاني: كفر أصغر لا يخرج من الملّة، و هو الذنوب التي وردت تسميتها في الكتاب والسنة كفرا وهي لا تصل إلى حد الكفر الأكبر للقرائن الدالة على ذلك مثل: قتال المسلم المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم:"سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"متفق عليه.

ومن القرائن الصارفة لهذا الكفر أنّ الله جعل القاتل أخا لولي القصاص فقال:

"فمن عفي له من أخيه شيء فإتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان"البقرة [178] ، وكذلك قوله تعالى:"وإن طائفتان من المؤمنين إقتتلوا فأصلحوا بينهما"الحجرات [9] .

و من الأمثلة كذلك: ما رواه البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرون"قيل: أيكفرون بالله؟ قال:"يكفرون العشير، ويكفرون الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئاً قالت ما رأيت منك خيراً قط"البخاري.

والحديث قد ترجم له البخاري في صحيحه بعنوان: كفران العشير، وكفر دون كفر.

قال القاضي أبو بكر بن العربي في شرحه: مراد المصنف أن يبين أنّ الطاعات كما تسمى إيماناً، كذلك المعاصي تسمى كفراً، لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد الكفر المخرج من الملة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام