الصفحة 48 من 101

: إتّبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم. وأيضا: فما تنازع العلماء في كونه كفرا فالإحتياط للدّين التوقف وعدم الإقدام مالم يكن في المسألة نص صريح عن المعصوم صلّى الله عليه و سلّم.

وقد إستزل الشيطان أكثر الناس في هذه المسألة، فقصّر بطائفة فحكموا بإسلام من دلّت نصوص الكتاب والسنة والإجماع على كفره، وتعدى بآخرين فكفّروا من حكم الكتاب والسنة مع الإجماع بأنّه مسلم.

ومن العجب أنّ أحد هؤلاء لو سئل عن مسألة في الطهارة أو البيع أو نحوهما لم يفت بمجرد فهمه وإستحسان عقله بل يبحث عن كلام العلماء، ويفتي بما قالوه، فكيف يعتمد في هذا الأمر العظيم الذي هو أعظم أمور الدّين و أشدّها خطرا على مجرد فهمه وإستحسانه؟ فيا مصيبة الإسلام من هاتين الطائفتين، ويا محنته من تينك البليتين، ونسألك اللهم أن تهدينا الصراط المستقيم، صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. إنتهى.

وقال [1] الشيخ سليمان: يقولون بآرائهم الفاسدة و أفهامهم القاصرة الخاسرة لعدم علمهم ومعرفتهم لمواقع الخطاب وأحوال الناس و مراتبهم في الإسلام في الأحوال والأزمان. إنتهى.

و ممّا يجدر التنبيه عليه ما قاله [2] الشيخ سفر: أنّ تصحيح العقيدة أصل ضروري وواجب حتميّ لا يحل السكوت عنه، أمّا الحكم على الأعيان فأمر تطبيقي تبعي له شروطه وضوابطه، ويجوز الخلاف فيه مادام إجتهاديا.

(1) - نفس المصدر: ص: 14

(2) - ظاهرة الإرجاء {82 - 83}

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام