الصفحة 4 من 101

فلصالح من ينتشر هذا المنهج و من ذا الّذي يسعى في نشره، لا بدّ أثناء ردّنا على المنهج العفن هذا أن نظهر هذه الحقائق أنّه ثمّة أيدي خفية تبذل الأموال و تشتري الذمم لخدمة مصالحها تحت مظلّة هذا المنهج الّذي خدّروا به العقول، ليصلوا به إلى مرحلة تحريف مسار المسلمين عن جادّة الطريق، و البداية إبعاد بعض المغرّر بهم عن كتب السلف بحجّة أنّها لم تعد صالحة لمواكبة هذا العصر، فيخرجون لنا بمنهج تلفيقي بذريعة تطوير مناهج التعليم، مستغلّين غفلة كثير من أهل العلم، و زلاّت الآخرين، و المرحلة الأخيرة و الهدف الأسمى عند هؤلاء هو تحريف مدلولات كثير من آيات الله المحكمات تحت ذرائع كثيرة منها أنّها تدعو إلى التكفير، و تدعو إلى الكراهية، و تدعو إلى الإصطدام بين الحضرات، و تدعو إلى الحروب، و تدعو إلى إسترقاق الإنسان، و تدعو إلى عدم إعطاء الحرّيات الكافية للأقلّيات، و تدعو إلى إقامة دولة دينية الّتي لم تصر مقبولة في هذه الأزمان.

هكذا سيتذرّعون، فماذا سيكون موقف أهل ذاك المنهج العفن، هل سيخضعون لكلّ هذا بحجّة طاعة الحكام؟! أم سيحاولون الحراك بخطى محتشمة؟ أم ستكون لهم مشاركة في صنع ذاك الحدث الماكر؟!.

قال مجاهد: يبدؤون فيكم مرجئة ثمّ يكونون قدرية ثمّ يصيرون مجوسا [1]

قال منصور بن المعتمر: هم أعداء الله: المرجئة والرافضة [2] أمّا نحن فبإذن الله لن نتركهم يصلون إلى بغيتهم، فلابدّ من أن نقف في طريقهم ما دام في بدايته كلّ بما يقدر عليه، و كلّ في الثغر الّذي يحسنه و ليعلم الجميع أنّنا كلّنا على ثغر فإيّاك أن يُؤتى الإسلام من ثغرك. ثمّ نقول لهؤلاء الّذين أكثروا من سباب أهل الحق ما قاله الإمام إبن القيم:

و إذا سببتم بالمحال فسبّنا ... بأدلّة و حجاج ذي برهان ...

تبدي فضائحكم و تهتك ستركم ... و تبيّن جهلكم مع العدوان ...

يا بعد ما بين السباب بذاكم ... و سبابكم بالكذب و الطغيان ...

من سب بالبرهان ليس بظالم ... و الظلم سب العبد بالبهتان

و هذا البحث محاولة لبيان تدليسات القوم في مسائل الإيمان و التكفير و أنّهم أبعد ممّا يُتصوّر عن عقيدة السلف الصالح في هذه المسائل الشرعية. قسّمت البحث إلى بابين، باب في مسائل الإيمان، و باب في مسائل التكفير، و كلّ باب تحته فصول.

(1) -رواه اللالكائي 5/ 1060

(2) - رواه اللالكائي 5/ 1064

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام