الصفحة 79 من 153

وقال ابن قاسم في"حاشيته على كتاب التوحيد" (ص 68) :

"كل مطاع ومتبع على غير ما شرعه الله ورسوله فقد اتخذه المطيع ربا ومعبودا".

وقال الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ} [الشورى: 21] .

والدين يشمل الحكم، قال تعالى: {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ} [يوسف: 76] ، فقوله تعالى: (فِي دِين الْمَلِك) أي: حُكْم مَلِك مِصْر.

وقال الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} الآية [التوبة: 31] .

قال حذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس، وغيرهما في تفسيرها: إنهم اتبعوهم فيما حللوا وحرموا.

وقال السدي: استنصحوا الرجال، وتركوا كتاب الله وراء ظهورهم. انظر"تفسير ابن كثير"4/ 135.

واتخاذهم للأحبار والرهبان أربابا لا يعني أنهم كانوا يصلون لهم، ويقدمون لهم أنواع العبادات، وإنما كانوا يشرعون لهم فيتبعونهم في هذا التشريع، فقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم كيف كانت عبادة اليهود والنصارى للأحبار والرهبان؟ فقد دخل عدي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتلو هذه الآية: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} [التوبة: 31] ، فقال: يا رسول الله، ما عبدوهم، فقال صلى الله عليه وسلم: بلى، إنهم أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم"."

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام