الصفحة 64 من 153

فهي فتوى سماوية من الخالق جل وعلا صرّح فيها بأن متبع تشريع الشيطان المخالف لتشريع الرحمن: مشرك بالله ...

ومن الآيات الدالة على نحو ما دلت عليه آية الأنعام المذكورة قوله تعالى: {إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون} ، فصرّح بتوليهم للشيطان، أي: باتباع ما يزين لهم من الكفر والمعاصي مخالفا لما جاءت به الرسل، ثم صرّح بأن ذلك إشراك به في قوله تعالى: {والذين هم به مشركون} ، وصرّح أن الطاعة في ذلك الذي يشرعه الشيطان لهم ويزينه عبادة للشيطان.

ومعلوم أن من عبد الشيطان فقد أشرك بالرحمن، قال تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ. وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ. وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا} ، ويدخل فيهم متبعو نظام الشيطان دخولا أوليًا {أفلم تكونوا تعقلون} .

ثم بين المصير الأخير لمن كان يعبد الشيطان في دار الدنيا، في قوله تعالى: {هذه جهنم التي كنتم توعدون. اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون. اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون} .

وقال تعالى عن نبيه إبراهيم: {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا} ، فقوله: {لا تعبد الشيطان} أي: باتباع ما يشرعه من الكفر والمعاصي، مخالفا لما شرعه الله.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام