ونختم هذا المبحث بما جاء في"أضواء البيان"3/ 258 - 259 إذ قال العلّامة الشنقيطي عند تفسيره قوله تعالى {ولا يشرك في حكمه أحدا} :
"قرأ هذا الحرف عامة السبعة ما عدا ابن عامر: {ولا يشرك} بالياء المثناة التحتية، وضم الكاف على الخبر، ولا نافية والمعنى: ولا يشرك الله جل وعلا أحدا في حكمه، بل الحكم له وحده جل وعلا لا حكم لغيره البتة، فالحلال ما أحله تعالى، والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، والقضاء ما قضاه، وقرأه ابن عامر من السبعة: {ولا تشرك} بضم التاء المثناة الفوقية وسكون الكاف بصيغة النهي، أي: لا تشرك يا نبي الله، أو لا تشرك أيها المخاطب أحدا في حكم الله جل وعلا، بل أخلص الحكم لله من شوائب شرك غيره في الحكم، وحكمه جل وعلا المذكور في قوله: {ولا يشرك في حكمه أحدا} شامل لكل ما يقضيه جل وعلا، ويدخل في ذلك التشريع دخولا أوليا."