الصفحة 140 من 153

وقد تجرّأ بعض الملاحدة على ما جاء من الحدود في الشرع المطهّر فيسمونها (شريعة الغاب) ، وتابعهم بعض من يدّعي الإسلام!! وقد يحاولون أن يجدوا شيئا في الشريعة يستدلون به لترويج بضاعتهم المزجاة، وتعجبني كلمة للشيخ أحمد شاكر في تعليقه على"المسند"5/ 460 - 462، قال:

"كلمة لا نجد بدا من قولها، في هذا العصر الذي استهتر فيه المسلمون بشرب الخمر، من كل طبقات الأمم الإِسلامية، من أعلاها ومن أدناها، حتى النساء، يجاهرن بشربها في البيوت والنواد والمحافل العامة، وحتى الحكومات التي تدعي أنها إسلامية، تقدمها في الحفلات الرسمية!، يزعمون أنها مجاملة لسادتهم الأجانب، الذين يقلدونهم في كل سيئة من المنكرات، والذين يَستْخدون لهم ويُستضعفون! يخشون أن ينتقدهم أولئك السادة وينددوا بهم! وما كانت الخمر حلالاً في دين من الأديان، على رغم من رغم، زعم من زعم غير ذلك!"

وأقبح من ذلك وأشد سوءا: أن يحاول هؤلاء الكذابون المفترون المستهترون، أن يلتمسوا العذر لسادتهم في الإدمان على هذه السموم، التي تسمم الأجسام والأخلاق، بأن بلادهم باردة وأعمالهم شاقة، فلابد لهم من شربها في بلادهم، وينددون بالرجعيين الجامدين أمثالنا، الذين يرفضون أن يجعلوا هذه الأعذار الكاذبة الباردة مما يجوز قبوله، ويزعمون أن (جمودنا) هذا ينفر الأمم الإفرنجية وغيرها من قبول الإِسلام، كأنهم قبلوا الإِسلام في كل شيء إلا شرب الخمر!!، ويكادون يصرحون بوجوب إباحتها لأمثال تلك الأمم الفاجرة الداعرة الملحدة الخارجة على كل دين.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام