إنّ هذه المسألة خطيرة جدا ويجب على كل مسلم وخصوصا في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن وصار المعلوم من الدين بالضرورة من المشتبهات، فعليهم أن يُولوا هذه المسائل اهتماما خاصا ويُعنوا بها، فالمسألة توحيد وشرك، إيمان بالله وكفر بالطاغوت، اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، فهذا التوحيد داخل في هذين النوعين، أعني: توحيد المعرفة والإثبات، وتوحيد الطلب والقصد، قال ابن القيم في"مدارج السالكين"3/ 417 - 418:
"أما التوحيد الذي دعت إليه رسل الله، ونزلت به كتبه: فوراء ذلك كله، وهو نوعان: توحيد في المعرفة والإثبات، وتوحيد في الطلب والقصد."
فالأول: هو حقيقة ذات الرب تعالى، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وعلوه فوق سماواته على عرشه، وتكلمه بكتبه، وتكليمه لمن شاء من عباده، وإثبات عموم قضائه، وقدره، وحكمه، وقد أفصح القرآن عن هذا النوع جد الإفصاح.
كما في أول سورة الحديد، وسورة طه، وآخر سورة الحشر، وأول سورة"تنزيل"السجدة، وأول سورة آل عمران، وسورة الإخلاص بكمالها، وغير ذلك.