وأخرج عبد الرزاق في"تفسيره" (1073) ، وسعيد بن منصور (1012) ، وابن أبي حاتم في"تفسيره"6/ 1784، والبيهقي 10/ 198، وفي"الشعب" (8948) ، والخطيب في"الفقيه والمتفقه"2/ 130 عن أبي البختري، قال:
"سئل حذيفة رضي الله عنه عن هذه الآية: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله} [التوبة: 31] ، أكانوا يصلون لهم؟ قال: لا، ولكنهم كانوا يحلون لهم ما حرم عليهم، فيستحلونه، ويحرمون عليهم ما أحل الله لهم، فيحرمونه، فصاروا بذلك أربابا".
قال ابن حزم في"الفصل في الملل والأهواء والنحل"3/ 125:
"لما كان اليهود والنصارى يحرمون ما حرم أحبارهم ورهبانهم، ويحلون ما أحلوا، كانت هذه ربوبية صحيحة وعبادة صحيحة قد دانوا بها وسمى الله تعالى هذا العمل اتخاذ أربابا من دون الله وعبادة وهذا هو الشرك بلا خلاف".
فاتباع وطاعة من حكم بغير ما أنزل الله: شرك بالله تعالى، وإن فاعله يشمله وعيد المشركين، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ} [النحل:35] ، وقال تعالى: {قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُون. تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين. إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِين} [الشعراء: 98] ،